العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم

العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له

* أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت

* روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات

* أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.

غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم

تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.

وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.

تراجع الثقافة العربية

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.
يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية.

وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.

وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.

النشر الإلكتروني

 وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.

وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.

مجهود فردي

 وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.

وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.

لغة المستقبل

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.
من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما.

وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.

مستقبل الكتاب الإلكتروني

وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.

وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.

كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.

وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.

وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.

تزاوج بين الثقافات

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.
  من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة.

وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.

وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.


تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.

تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم  العرب مستهلكون للإنترنت وليسوا منتجين له  * أبو شومر: الكتاب الإلكتروني الفلسطيني غير موجود على شبكة الإنترنت  * روقة: النشر الإلكتروني وسيلة تفاهم عالمية وملتقى للثقافات  * أبو هاشم : تدفق معلوماتي بوسائل ووسائط متعددة وبسيطة    غزة - الرأي للإعلام - تحقيق: محمد کریزم  تتسارع خطی التقدم الرقمي في كل مجالات الحياة، وتزداد الحاجة إليه مع مرور الوقت، فاليوم أصبح بالإمكان مخاطبة العالم من بيتك بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصالات ونظم المعلومات الرقمية. ويأتي هنا دور الكتاب الإلكتروني على شبكة الانترنت الذي بدأ ينافس الكتاب الورقي، لكن ما يثير الأسى والأسف أن الكتاب الإلكتروني العربي بشكل عام والكتاب الفلسطيني على . وجه الخصوص غير موجود على الشبكة الإلكترونية كون العرب مستهلكين للإنترنت وليسوا منتجين له.  وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على أهمية النشر الإلكتروني بما في ذلك الكتاب المحوسب، وأسباب عدم أخذ العرب بالتطور التكنولوجي لاسيما الرقمي منه.  تراجع الثقافة العربية   يقول الكاتب والأديب توفيق أبو شومر إن هناك تطورا - سريعا جدا في مجال تقنية تكنولوجيا المعلومات، بحيث تم إخضاع كل شيء للتطور الرقمي «الديجيتالي»، وشمل معظم آفاق الحياة، وكان مفروض أن يشمل ويطال هذا التطور الموسوعة الثقافية العالمية وتطويعه لخدمة المعرفة، ولكن هناك تجاهلا في العالم العربي لهذه التقنية المعلوماتية وعدم النجاح في توظيفها لصالح الثقافة العربية، مشيرة إلى أن العالم العربي يعاني من أزمة حادة في مجال النشر الثقافي الورقي، والإلكتروني على حد سواء، فقد تراجعت المطبوعات الثقافية لمصلحة المطبوعات المهنية الأخرى، وكان من نتيجة ذلك أن تمكن الغرب المتقدم من استغلال هذه التكنولوجيا الرقمية وتسخيرها لخدمة الثقافة الغربية والأجنبية. وأضاف أبو شومر أن الترجمة في وقتنا الراهن أصبحت میسورة وسهلة في سياق النظام الديجيتالي الغربي، في حين أنها في العالم العربي ما زالت تعاني من مشكلات جمة بحيث إن الترجمات من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية تكاد تكون معدودة على الأصابع وأن عدد المترجمات إلى اللغة العربية في كل العالم العربي، أقل بكثير مما ترجمته أسبانيا وحدها مثلا، كما أن عدد المترجمات التي يترجمها العالم العربي كله أقل مما يترجمه الكيان الإسرائيلي وحده، معتبرا ذلك نكبة ثقافية.  وأشار أبو شومر الى أن العالم العربي لم ينجح في توظيف الكتاب الإلكتروني لصالح الثقافة العربية فحسب، بل إن الكتاب العربي مفقود في المشرق العربي، رغم سهولة الاتصالات والتقنية الحديثة، ما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة تستهدف الثقافة العربية، ومن يتابع شبكة الانترنت، قد يصعق من هذا الكم الهائل من المواقع الإلكترونية وهي عبارة عن مواقع دردشة وجنس وهذر وخرافات ودعايات حزبية، وتلفيقات أخرى، أما المواقع الثقافية الجيدة فقد تكون نادرة ولم تطور نفسها انسجاما مع التطور الحديث، كما أن هناك مشكلة أخرى في العالم العربي وتكاد تكون الأخطر، وهي أن العالم العربي لم ينجح حتى الوقت الحالي من سن قانون حفظ الحقوق والملكيات الفردية، فسرقة المؤلفات مشاعة بكثرة بل أنها تحظى برواج كبير، وهذه السرقة تؤثر تأثير سلبية على الثقافة بشكل عام، بل إنها تؤثر على الدخل القومي العربي، فهي تغتصب حق التأليف من صاحبه، وتطيح بمنزلة العرب عند العالم المتحضر الذي يحترم الحقوق الفردية للمؤلفين والمبتكرين، وهي كذلك تشیع بين المثقفين روح اللامبالاة في الكتابة وعدم الرغبة فيها كونها في النهاية ستسرق، مشيرة إلى عدم نجاح المؤسسات التي أنشئت من أجل صون وحماية الحقوق الأدبية، وأصبح من الميسور جدة سرقة الحقوق وخاصة في فلسطين لعدم وجود نظام أو قانون يحمي الملكيات الفكرية والفردية.  النشر الإلكتروني وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني أوضح أبو شومر أن الأمر يختلف هنا عنه في النشر الورقي، حيث هناك كتب إلكترونية يحظر إعادة نسخها أو طبعها حسب الأنظمة التقنية المتبعة، ولا يمكن أخذها من الإنترنت كونها تحظى بحماية تقنية حديثة، مبينا أن هناك بعض الكتب الإلكترونية الأخرى، يضعها أصحابها مجانا على شبكة الإنترنت للاستفادة منها، وهذا النظام جيد في حال كانت هناك موافقة من صاحب الحق، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود بعض المواقع التي تبث دعاية لنفسها بواسطة عرض بعض الكتب الإلكترونية وتمكين مستخدمي الإنترنت من إعادة طبعها وتوزيعها دون أخذ موافقة الناشر أو صاحب الحق، معتبرة ذلك جريمة بحق الثقافة والإبداع الأدبي والفكري.  وأضاف أبو شومر أن هناك بعض الدول تتبنى سياسة محددة، تتمثل في شراء حقوق نشر بعض الكتب التي ترغب في تعميمها على شبكة الإنترنت بهدف الدعاية لمصالحها أو الثقافتها الوطنية، وهذه السياسة جيدة ومثمرة وتجد نفعا في حال كانت الدول تستخدم الانترنت استخداما كثيفا، أما في فلسطين فإنها قد لا تكون مجدية، باعتبار أن نسبة مستخدمي الإنترنت تبلغ ما بين 5 - ۱۰٪ وهناك نسبة أخرى حددت ب 14٪ إلا أن الشق الأكبر، يتصفحون الانترنت الأغراض أخرى ليست ثقافية.  مجهود فردي   وأشار أبو شومر إلى أن الكتب الفلسطينية التي يتداول تصفحها على شبكة الانترنت لیست داخلة ضمن إطار ثقافي فلسطيني، وإنما هي مجهودات فردية وشخصية، أما الكتاب الفلسطيني الإلكتروني الثقافي الحقيقي، فهو غير موجود ولم يلتفت إليه، وهنا ينبغي على وزارة الثقافة السعي جدية التطوير الكتاب الثقافي الالكتروني وجعله في متناول الجميع. وشدد أبو شومر على أنه إذا لم يكن هناك برنامج وطني ثقافي فإن الجهود الفردية على هذا الصعيد تكون غير مجدية، باعتبار أن كل مجتمع لم يبلور الثقافة التي يرغب فيها، هو مجتمع غير قادر على وضع سياسة ثقافية، فالثقافة سواء كانت نشرا ورقيا أم الكترونية، هي جهد جماعي، يأخذ بالحسبان المشروع الوطني، والأفق الجديد، والنمط الثقافي المطلوب.  وأضاف أبو شومر أن شبكة الانترنت تعج بالثقافة السلبية التي تبث لغرض دعائي أو حزبي، أو توظيفها لهدف أغراض أخرى.  لغة المستقبل    من جهته قال عبد اللطيف زكي أبو هاشم مدير دائرة التوثيق والمخطوطات والآثار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن أهمية الكتاب المحوسب «الإلكتروني» تنبع من سهولة استخدامه وسهولة استرجاعه وتوفره بشكل أوسع، حيث لم يشهد التاريخ الإنساني في رحلته الطويلة إيقاعا مغرقا في التاريخ كالذي شهده القرن العشرين مبينا أن أكبر تحد تواجهه صناعة النشر على مشارف القرن الحادي والعشرين، هو تحول الأوعية المعلوماتية إلى الأقراص الممغنطة والوسائط المتعددة متسائلا في نفس الوقت حول ما إذا كان سيبقى الكتاب الورقي الوعاء المفضل لحفظ المعارف المتراكمة واسترجاعها، وهل سيتمكن من الاستمرار في أداء دور فاعل إزاء منافسة الكتاب الإلكتروني وهل من سبيل للتعايش بينهما. وأضاف أبو هاشم إن تطور الأنظمة المعلوماتية التي تجد في خضمها سيول منهمرة من المعلومات عبر الفضائيات والأقمار الصناعية وتتفجر بها الأرض عبر الحواسيب وشبكات الإنترنت، وتطوراتها المذهلة وآفاقها الواعدة، قد ربطت العالم بشبكة معلومات عنكبوتية، قريت الأبعاد ووثقت الأواصر ويسرت الاتصالات عبر منظومة البريد الإلكتروني، وزاد عدد مستخدميها في العالم عن المائة مليون، وأتاحت فرصة خيالية لإقامة مؤسسات كبيرة عبر مواقعها، مثل موقع الأمازون الذي يضم مليونين ونصف مليون عنوان من الكتب، يمكن لأي زائر لهذا الموقع أن يطلب فيه حاجته بالعنوان أو المؤلف أو الموضع أو الناشر، فيلبيه بكل سهولة ويسر.  مستقبل الكتاب الإلكتروني  وأوضح أبو هاشم أن النشر الإلكتروني سيغزو الكتاب الورقي بكل المعايير، حيث ستتكيف معه الأجيال مثل أي مخترع جديد، وهنا يدافع البعض عن النشر الورقي في ظل  الكتاب الإلكتروني الجديد لعدم تخيل هؤلاء أنهم سيتكيفون بسرعة مع الكتاب الحاسوبي، وقراءة الكتاب على شاشات ضوئية متتالية، وفي نفس الوقت تجد أن النشر الإلكتروني قد توجه إلى الموسوعات والمعاجم والقواميس حيث إنه لا يمكن لأي قرص صغير لا يتجاوز قطره 15 سم أن يغني عن مكتبة بأسرها ويخزن معلومات مئات المجلدات ويستغني عن مكتبة ضخمة في ترتيبها والعناية بها، ولذلك فإن الكتاب الورقي ينحسر أمام شاشات الحواسيب، فيتم تخزين آلاف المجلدات في علبة صغيرة تضم بضعة عشر قرصا ممغنطة، ويتم عرض المعلومات بوسائط متعددة، في حين أن الكتاب الورقي يؤكد بقاءه واستمراره بمزايا لا يشاركه فيها منافسة الكتاب الإلكتروني وفي مقدمتها أنه يعيش آلاف السنين في مقابل الكتاب الإلكتروني الذي لا يستمر أكثر من عشر أو عشرين سنة.  وعدد أبو هاشم مزايا الكتاب الإلكتروني منها سهولة الاسترجاع، وسهولة التخزين واختصار المكان، فمثلا يمكن الاحتفاظ بملايين الصفحات المحوسبة إلكترونية في مساحة ضيقة، كذلك هناك قلة التكاليف حيث يوشك جميع الناشرين في العالم الانتباه لهذه المسألة، فمثلا يمكن تخزين موسوعة كاملة على اسطوانة مدمجة واحدة، منوها أن قدرا كبيرا من تكلفة الموسوعات التقليدية يعود إلى تكلفة طباعة وتجليد وتوزيع هذه الأعمال الضخمة، أما في حالة وضع الموسوعة على اسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها مقابل دولار واحد تقريبا، وهنا عندما يصل طريق المعلومات الفائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة إلى الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الحاسوب الشخصي والتلفزيون التفاعلي، الوصول إلى المعلومات التي يريدونها، حيث ستربطهم شبكة الإنترنت بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع تتجاوز مليارات الصفحات. وأوضح أبو هاشم أن الميزة الكبرى للكتاب الإلكتروني هي القدرة على صياغة المعلومات في أشكال جديدة وسهولة الوصول إليها، لذا احتل النشر الإلكتروني مكانة بارزة محل النشر التقليدي، وفي هذا قلب الموازين النشر المعروفة، فعلی سبيل المثال قامت شركة كولير التي كانت تنشر دائرة معارف خاصة باسمها، وتتكون من ۲4 مجلدا بتخزين المجلدات على قرص مكثف، والنصوص كاملة مع ما تتضمن من خرائط وجداول إحصائية وصور، ومعروضة للبيع للمؤسسات والأفراد.  كذلك يتميز الكتاب الإلكتروني بسهولة نقله واستنساخه باعتبار ان تصوير أو نسخ عدة صفحات من الورق يتطلب جهدا كبيرة ولكن الأمر يختلف مع الكتاب الإلكتروني، حيث تكون الموسوعة على شكل رقمي «ديجيتال» بالفعل، ورغم احتواء الموسوعات على كم كبير من المعلومات فإنها تتيح طريقة واحدة للوصول إليها، وربما كان الفهرس أكبر من الموسوعة نفسها إذا كان متضمنا للأشكال المختلفة التي تربط المعلومات مع بعضها البعض، وأشار ابو هاشم إلى أن الكتب الورقية في هذا المضمار لا تستطيع منافسة الكتب المحوسبة نظرا لصغر حجمها، وسهولة نقلها، كذلك يمكن نسخ ونقل الموسوعات مقابل تكلفة ضئيلة جدا، مقارنة بتكلفة نظيراتها من الموسوعات الورقية.  وأضاف أبو هاشم أن ما أحدثته التطورات المتسارعة في عالم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والتي منها الإنترنت قد أدى إلى إحداث تغييرات كبيرة وإن لم تكن جذرية في مفاهيم النشر، وما تعتمده من أساليب في إنتاج وإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات. وعرف أبو هاشم النشر الإلكتروني بأنه عبارة عن استخدام الأجهزة الإلكترونية في مختلف مجالات الإنتاج والإدارة وتوزيع البيانات والمعلومات وتسخيرها للمستفيدين وهو يماثل تماما النشر بالوسائل والأساليب التقليدية فيما عدا أن ما ينشر من مواد معلوماتية لا يتم إخراجها ورقية لأغراض التوزيع، بل يتم توزيعها على وسائط إلكترونية كالإنترنت مع الأخذ بعين الاعتبار أن طبيعة النشر هذه تستخدم أجهزة كمبيوتر إلكترونية في مرحلة أو جميع مراحل الإعداد للنشر أو للإطلاع على ما ينشر من مواد و معلومات لذا جازت عليه تسمية النشر الإلكتروني وأوضح أبو هاشم فوائد النشر الإلكتروني عموما التي تتمثل في توفير استخدام النشر الورقي، حيث تكون عملية النشر فاعلة ومجدية اقتصادية عندما لا تعتمد على استخدام الورق الذي ترتفع أسعاره بصورة ملحوظة، وكذلك فإن اعتماد النشر الإلكتروني يجعل الأمر بيد المستفيد لتحقيق رغبته في الحصول على البيانات أو المعلومات بشكل ورقي من خلال أمر الطباعة، كذلك النشر الإلكتروني يساعد في توفير تكاليف الإنتاج الكمي، حيث تمثل تكاليف إنتاج المواد المنشورة إلكترونيا في إعداد وتجهيز المواد نفسها، أما تكلفة الإنتاج الكمي بعد ذلك فتعتبر رخيصة مقارنة بوسائل النشر التقليدية، كما أن انخفاض تكاليف المراجعة والتعديل والإضافة، يساعد في الحصول على نسخة محدثة للنشر بسرعة كبيرة أيضا تصاحب عملية النشر الإلكتروني، مؤثرات التشويق والانطباع الجيد، حيث يتسني إضافة مؤثرات سمعية وبصرية في إطار المادة المنشورة إلكترونية، بما يجعل المستخدم مستفيدة من جانبي المعرفة والمتعة.  وأضاف أبو هاشم إن الحقائق تجلت في هذا الاتجاه حسب المؤشرات بأن قطاع النشر العلمي هو من أكثر القطاعات تأثيرة بالنشر إلكترونية، حاضرا ومستقبلا، وكذلك فإن النشر في مجالات الأعمال والمؤسسات ومجالات التعليم هي أيضا من القطاعات الهامة التي تشهد تحولات كبيرة نحو النشر الإلكتروني.  تزاوج بين الثقافات     من جهته أوضح محمود روقة مدير دائرة السمعي والمرئی بوزارة الثقافة، أن النهضة العلمية حققت تقدما كبيرة، وامتدت على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، وتفاهمت مع لغات مختلفة بل أنها قاربت بين هذه اللغات، وبالتالي بين الشعوب قاطبة على وجه البسيطة، وأبدع الإنسان بعقله وعلمه وفكره في استخدام الموارد الطبيعية والظواهر، والتكوينات الكونية، برا وجوا وبحرا وزاوج بين العلم والمعرفة والإبداع، فكانت الابتكارات والاكتشافات المختلفة. وأضاف روقة أن المعلومات التي احتوتها أعداد هائلة من الكتب والمجلدات التي اصطفت على رفوف مكتبات شتی بمختلف مسمياتها الوطنية والعامة والجامعية والمدرسية عبر المعارض الدولية المتنوعة في هذه الدولة أو تلك، أصبحت على أقراص مدمجة سهلة الاحتواء والنقل والإرسال وغدت تشكل اليوم المكتبة الإلكترونية، وليس الكتاب فقط الذي لقي نفسه على هذه الأقراص بل أن الصوت والصورة أيضا أخذت مكانها على هذه الأقراص وأصبح بإمكان القارئ أن يحمل عشرات الآلاف من الكتب في حقيبة صغيرة ليتصفح ما يشاء منها متى أراد عبر الحاسوب.  وتساءل روقة ما إذا كان هذا يعني أننا أصبحنا بغير حاجة اليوم للكتاب التقليدي الورقي الذي هو أيضا له امتيازاته وطقوسه في المطالعة وأن الحاجة إليه تنبع من العودة إليه بهدوء لننهل منه ما نريد من العلم والمعرفة، كذلك يعتبر الكتاب التقليدي مريحة للعين عند القراءة مضيفا أن الحاجة للكتاب الإلكتروني ستظل قائمة بجمال غلافه وورقه وخطوطه ورسوماته ولوحاته المختلفة، وقد يكون العامل المادة سبب آخر في الإبقاء على الكتاب التقليدي، بالرغم من ارتفاع سعره أحيانا، لكن هذا يبقى أقل ما أمام سعر جهاز الحاسوب وملحقاته دفعة واحدة، علما أن الحاسوب بدأ يدخل البيوت الفلسطينية بوتيرة مقبولة، وأشار روقة إلى أنه يمكن | للمكتبات الإلكترونية العامة والخاصة وهي قيد التكوين أن تلعب دورا ما في نشر الوعي والثقافة والعلم، حيث إن السرعة الهائلة لشبكة المعلومات عبر الإنترنت أن تتيح نقل الكتاب من بلد إلى آخر دون سفر أو قطع المسافات البعيدة، وهذا ما ينطبق على الإنتاج المرئي والمسموع إذ بالإمكان الاحتفاظ بالأغنية أو الحديث المسجل أو الفيلم على الأقراص المدمجة ومشاهدتها صوتا وصورة عبر جهاز الحاسوب، لكن الأجمل أن تذهب إلى دار السينما لتشاهد الفيلم بجماله.


نشر - بتاريخ - 29/11/2004 - جريدة الحياة الجديدة - عدد 3272

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-