تقويم كفاءة التسويق السياحي في سورية

تقويم كفاءة التسويق السياحي في سورية

الدكتور أديب برهوم*

Ñ الملخّص Ñ

يمكننا القول أن السياحة هي صناعة المستقبل، ولذلك فهي حاجة ٌ أساسية ٌ لتقدم سورية وتنميتها في القرن الحالي. وبما أن سورية تتمتع بالكثير من الإمكانيات والمقومات التي تمكنها من منافسة العديد من البلدان الأخرى في جذب السياح، فإننا نرى أن التسويق السياحي يلعب دورا ًمهما ًفي إبراز هذه المقومات. لهذا ارتأينا اتخاذ موضوع تقويم كفاءة التسويق السياحي كمحور ٍ لدراستنا من خلال التركيز على جوانب هامة ٍمنها: إجراء دراسة تحليلية لواقع العرض والطلب السياحيين في سورية وإبراز المشاكل القائمة، واستخلاص مجموعة من النتائج والمقترحات التي تساعد على تحسين واقع التسويق السياحي في سورية.

كلمات مفتاحية : السائح، صناعة السياحة، التسويق السياحي، الترويج السياحي.

Evaluating the Efficiency of Tourist

Marketing in Syria

Dr. Adib BARHOUM* 

Ñ  ABSTRACT   Ñ

We can say that tourism is the future industry so it is an essential necessity for the development and progress of Syria. Since Syria possesses a lot of abilities and components that enable it to compete with many other countries in attracting tourists , whereas tourist marketing performs a distinguished function in featuring these components. Therefore, the study treats the notion of evaluating the efficiency of tourist marketing as an axis for it through concentrating on some important aspects such as carrying out an analytical study of the present situation of tourist supply and demand demonstrating the troubles they suffer, and concluding a set of results and suggestions that may help in improving the situation of tourist marketing in Syria. Some of the results reached by this study are:

1-  The contribution of tourism in the national income is still below what is required.

2-  There is a steady decrease in the number of hotel residents when compared with the number of visitors.

3-  The tourism in Syria is still seasonal.

4-  There is not sufficient interests in tourist marketing in general, and in tourist promotion in particular.

 

Keywords: A tourist, tourist industry, tourist marketing, tourist promotion.

1- مقدمة:

تطورت صناعة السياحة تطوراً كبيراً وخاصةًًً في العقدين الأخيرين ، ولعلّ السبب الأكبر يعود إلى تطور وسائل النقل والمواصلات والاتصالات، وتحول العالم إلى قرية كونية صغيرة بالإضافة إلى ذلك الاهتمام الكبير الذي بدأت توليه الدول للقطاع السياحي وإدراك أهميته الكبيرة في تنشيط قطاعات الاقتصاد الوطني المختلفة لما له من تأثير مباشر أو غير مباشر في هذه القطاعات ، ولما يحقق للدول من فوائد كبيرة سواء من حيث تشغيل اليد العاملة أو من خلال العائدات الكبيرة التي تحصل عليها الدول من هذا القطاع .

وعلى الرغم من إدراك أهمية هذا القطاع من قبل السلطات المعنية في سورية حيث عدت السياحة صناعة استراتيجية، ما زال عدد السياح قليل جداً بالإضافة إلى أن العائدات دون المستوى المطلوب ، خاصةً إذا أدركنا أن سورية هي منجم غني جداً بثلاث وثلاثين حضارة و 3000 موقع أثري، وتنوع طبيعي واسع من ساحل وجبال وغابات وصحراء وأنهار ومغائر وكهوف وبحيرات طبيعية واصطناعية ومصائف وأمن وأمان و سلام ... الخ ولكن هذا المنجم لم يكتشف ويستغل بعد كما يجب وهذا الأمر يحتاج إلى سياسة استثمارية وتسويقية رائدة تستطيع جذب السواح من كل أنحاء العالم. ونظراٌ لأهمية قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني وللدور الهام والحاسم للتسويق السياحي في تحويل مقولة أحد علماء الآثار الفرنسيين :(لكل إنسان وطنان : وطنه الأصلي وسورية ) إلى واقع فعلي نستطيع من خلاله جذب عشرات الملايين من السّواح وليس مئات الآلاف فقط فقد تم اختيار موضوع تقويم كفاءة التسويق السياحي ودوره في تحقيق  ما نطمح إليه من قطاع السياحة .]1[

2- مشكلة البحث:

لا تزال صناعة السياحة في سورية تواجه الكثير من الصعوبات التي حالت حتى الآن دون وصولها إلى المستوى المطلوب الذي يلائم ما تمتلكه سورية من المقومات الكثيرة التي تجعل منها دولة رائدة في مجال السياحة، وذلك لأنها لم تحتل في الماضي موقعها المطلوب كصناعة ذات أولوية ، كما أنه لا توجد استراتيجية واضحة ومتكاملة للنهوض بهذه الصناعة ، ممّا انعكس سلباً على تقديم منتج سياحي متكامل ومتنوع وغني بالأنشطة السياحية الملائمة للمقومات السياحية الموجودة في سورية . وتنبع مشكلة البحث في الحقيقة من غياب التسويق السياحي بمعناه الحقيقي الذي يبدأ بالمستهلك ( السائح ) وينتهي به. يبدأ بالتعرف على حاجاته ورغباته وما يفضلّه، ومن ثم تقديم كل ما يلزم من خدمات لإشباع هذه الحاجات والرغبات أو ما يُعرف بتحقيق رضى المستهلك. وقد انحصر التسويق السياحي في المرحلة الماضية ببعض الأنشطة الترويجية الخجولة فبالرغم ممّا تتمتع به سورية من ميزات نسبية من حيث المقومات والمغريات التي تجذب السياح إلاّ أن نصيبها من السياحة العالمية عامة والعربية خاصة لا يزال أدنى بكثير من إمكاناتها وطاقاتها الكامنة. ولم تتجاوز عائدات السياحة 7% من إجمالي الناتج المحلي لعام 2001 . تنبع أهمية التسويق السياحي والدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه من تحول صناعة السياحة إلى ساحة منافسة شديدة بين جميع دول العالم ، حيث تحاول كل دولة اجتذاب ما تستطيع من السواح، بالإضافة إلى ذلك هناك نقص كبير جداً في الميزانية المخصصة للتسويق السياحي والتي لم تكن موجودة قبل عام  2004. والآن توجد مديرية تعنى بالترويج السياحي ولم تتجاوز مخصصاتها 1،4مليون دولار .في الوقت الذي تجاوزت ميزانية التسويق السياحي في عام 1998في كل من الأردن 8 مليون دولار، وتركيا 31مليون دولار، قبرص 24 مليون دولار.

3- أهمــية البحث:

تنبع أهمية البحث من أهمية المشكلة التي يعالجها، حيث تغير مفهوم التسويق كلياً ولم تعد السلعة الجيدة تسوق نفسها حيث يؤكد أحد علماء التسويق الأمريكيين على أهمية التسويق بقوله (إن بيضة الدجاجة مرغوبة أكثر من بيضة البطة ) والسبب برأيه هو أن الدجاجة عندما تبيض، تسمع الجيران بصياحها وكأنها تسوّ ق لإنتاجها، بينما البطة تبيض بصمت ولا أحد يسمع بها وبالتالي لا أحد يرغبها. وقد ذكرنا قبل قليل أن سورية تعد متحفاً يحتوي على الكثير من الحضارات والمواقع الأثرية والدينية التي ترجع إلى الحقب الرومانية والصليبية والعربية  والعثمانية، فعلى أرضها ابتكرت الزراعة ( لأول مرة في التاريخ)، وكانت الكتابة الأولى والأبجدية الأولى وحافظت للبشرية على أقدم عاصمة (دمشق)، وبالتالي يمكن اختصار التاريخ في بلد واحد من زاره زار العالم. ومن هنا تنبع أهمية التسويق السياحي في تحقيق ذلك وللتسويق في صناعة السياحة أهمية مضاعفة تتمثل في جانبين أساسيين: الأول كون التسويق السياحي مفهوماً حديثاً نسبياً يستند إلى ثلاث ركائز :

الأولــى : إنه موجه بالسائح : أي يجب أن يركز التسويق السياحي على توفير كل الخدمات التي تعمل على تحقيق أعلى درجات الإشباع لحاجات السائح ورغباته الحالية والمستقبلية والتي تختلف من فئة إلى أخرى ومن سائح إلى آخر فحاجات السياح السعوديين ورغباتهم تختلف عن الألمانيين، والسائح الشاب يختلف في حاجاته ورغباته عن السائح المسن ..... الخ وهنا يكمن دور التسويق في تحقيق ذلك.

الثانيــــة: إنه يعتمد على إرضاء تشكيلة متنوعة ومتباينة من الحاجات والرغبات التي تختلف من حيث النوعية والسعر والموقع ووسائل الترويج وطريقة التعامل والتخاطب فمثلاً الاقتراب الزائد من السائح الخليجي أمر عادي أما من السائح الأوربي فهو أمر غير مرغوب فيه .

الثالثــة: إن التسويق السياحي كمفهوم حديث ومتجدد يعتمد على تكاثف جميع الجهود والطاقات ابتداءً من جهود السفارة والملحق السياحي في الخارج مروراً بموظف المطار والمعابر الأخرى  والهجرة والجوازات وحامل الحقائب وسائق التكسي وصاحب المطعم والفندق  والعاملين فيه والمرشد السياحي وصولاً إلى كل مواطن في البلد.

أمّا الجانب الثاني فيختص  بطبيعة صناعة السياحة نفسها ويتميز هذا الجانب بإبراز المسؤوليات الاجتماعية والبيئية والثقافية والسلوكية للتسويق السياحي، وإذا لم تتوافر لدى كل من له علاقة بالسائح على نحو مباشر أو غير مباشر خلفية ثقافية وحس وطني ووعي جيد لمفهوم ثقافة السياحة وثقافة الخدمة وأهمية السياحة وما هو مردودها بالنسبة للوطن والمواطن ودورها في رفع مستوى معيشة المواطن، فلا يمكن لنا أن نتطور سياحياً.]2[

4- أهداف البحث:

1- إظهار تزايد أهمية السياحة في الاقتصاد العالمي .

2- تحليل العرض السياحي في سورية والمشاكل التي يعاني منها نتيجة غياب التسويق السياحي.

3- تحليل الطلب السياحي والخلل الذي يعانيه، والتأكيد على أهمية التسويق السياحي في زيادة الطلب كما وكيفا من خلال سياسة تسويقية متكاملة.

4- إظهار الموسمية التي يعاني منها الطلب السياحي في سورية .

5- إبراز النتائج التي تم التوصل إليها من خلال اختبار الفرضيات وتقديم التوصيات التي من شأنها رفع كفاءة التسويق السياحي في سورية.

5-  منهج البحث:

تم الاعتماد عند إعداد البحث على المنهج التاريخي مع استخدام المنهج الوصفي التحليلي عند تحليل التقارير والجداول الإحصائية.

6- فرضيات البحث:

1- هناك دور متزايد تلعبه السياحة في الاقتصاد العالمي.

2- لا توجد استراتيجية واضحة في مجال صناعة السياحة في سورية سواء من حيث العرض السياحي أو الطلب السياحي.

3- السياحة في سورية ماتزال موسمية.

4- عدم فعالية الترويج السياحي نتيجة انخفاض ميزانيته.

أولاً: مفاهيم ومصطلحات خاصة بالسائح والسياحة لابد من عرضها:

    كثيراً ما يتم الخلط بين عدة مفاهيم ومصطلحات تشير معاً إلى السائح دون أن تكون مقتصرة عليه فقط، ففي مؤتمر الأمم المتحدة للسفر والسياحة الدولية الذي انعقد في روما عام 1963م تم التطرق إلى الكثير من هذه المفاهيم منها:

 1- الزائــر:

     وهو أي شخص يزور  دولة أخرى غير الدولة التي يقيم فيها ، دون أن يكون الهدف القيام بعمل داخل الدولة المزارة يحصل منه على  أجر، ويتضمن ذلك الزيارات ضمن الدولة الواحدة أي زيارة دولة ما أو موقع أو مكان ما لأسباب غير العمل ويتضمن ذلك فئتين من الزوار هما :

  أ- السائح :  وهو عبارة عن زائر مؤقت يبقى في الدولة التي يزورها فترة لا تقل عن /24/ ساعة ولا تزيد على السنة وينحصر الغرض من زيارته في قضاء وقت فراغ (قضاء إجازة ، أسباب صحية، زيارة أماكن دينية ومعالم أثرية وتاريخية ،  ممارسة الرياضة ... إلخ)  أو ممارسة أعمال تجارية ، عقد لقاءات وحضور مؤتمرات واجتماعات ...إلخ.

ب– المتنزه: وهو زائر مؤقت يقضي وقتاً يقل عن /24/ ساعة في المكان المقصود للزيارة وهو ما يُعرف  بزائر اليوم.

2- المسافر:

  وهو الشخص الذي يغادر مكان إقامته الدائمة مبتعداً عنه سواء داخل حدود دولته أو خارجها تحت  أي دافع من دوافع السفر سواء الزيارة أو العمل أو الدراسة ، يُستثنى من ذلك رحلة العمل اليومية بغض النظر عن المسافة المقطوعة . وهناك نموذجان رئيسان هما:

 أ- السائح الدولي: وهو الشخص الذي يُسافر عبر الحدود الدولية ويبقى بعيداً عن حدود دولته المقيم فيها على نحو دائم لمدة لا تقل عن  /24/ ساعة.

 ب- السائح الداخلي : وهو الشخص الذي يقتصر في تنقله على داخل حدود الدولة التي يقيم فيها ويبقى بعيداً عن مكان إقامته الأصلي مدة لا تقل عن /24/ ساعة أو ليلة واحدة.

3- الاستجمام:

 يُعد الاستجمام أحد أشكال قضاء وقت الفراغ بالمتعة والراحة النفسية والجسدية وهو مصطلح مرادف للترويح ، ويشكل الاستجمام جزءاً هاماً وكبيراً من دوافع السياحة حيث تُشير بعض الدراسات أن السياحة الترويحية " سياحة الاستجمام " تمثل 75 % من حركة السياحة العالمية .

 4- السياحة:

إن السياحة بشكلٍ عام هي شكل من أشكال قضاء وقت الفراغ بعيداً عن مكان الإقامة والعمل لفترة زمنية لا تقل عن /24/ ساعة أو ليلة واحدة ولا تتجاوز سنة كاملة في المكان المقصود .

وعلى نحو عام يمكن النظر إلى السياحة كنظام وصناعة راقية، مدخلاته هي البنى التحتية والبيئة الحاوية والعاملون على تقديم الخدمات، بالإضافة إلى أخلاقيات المهنة والقوانين والأنظمة والتشريعات. وهناك العمليات التي تتعلق بالتخطيط والتنظيم والرقابة والتي تتم من خلالها عملية التسويق السياحي ثم تأتي المخرجات التي تتمثل في تقديم أفضل الخدمات السياحية والتي تشبع حاجات السياح ورغباتهم بأفضل الطرق.

5- القــادم:

هو كل شخص يدخل البلد المقصود سواء مكث فيه أو غادره في اليوم نفسه.

ثانياً : أنواع السياحة :

هناك عدة أنواع للسياحة طبقاً للمعايير التي تُؤخذ في تصنيف السياح وفيما يلي نذكر هذه الأنواع:

1- أنواع السياحة على أساس الموقع والحدود:

هناك نوعان أساسيان هما: سياحة دولية( خارجية ) وهناك سياحة داخلية (محلية ) وهناك نوع آخر يُعرف بالسياحة الإقليمية : إقليم أميركا اللاتينية ، شرق آسيا .

2- أنواع السياحة على أساس فترة إقامة السائح وخصائص المنطقة السياحية:

هناك سياحة دائمة : وهي سياحة تتم على مدار السنة (سياحة ثقافية ، دينية) وهناك سياحة موسمية : تقتصر على فترة من السنة كالسياحة الصيفية أو الشتوية.

3- أنواع السياحة على أساس مناطق الجذب السياحي:

  توجد ثلاثة أنواع هي:

   أ- سياحة ثقافية: وتشمل هذه السياحة زيارة الأماكن التاريخية والمواقع الأثرية والدينية والمتاحف، وهذه
السياحة غالباً ما تكون دائمة إذا ما توافرت الظروف المناخية الملائمة لحركة السياح وتنقلاتهم.

  ب- سياحة طبيعية : وهي سياحة متعددة الوجوه (مناخية ، نباتية ، طبيعية ،عامة ) ومتنوعة       الأغراض (ترويحية ،علمية، استشفائية ) ولكن يُعد المناخ عنصرها الأساسي ومحركها الفعّال.

  ج- سياحة اجتماعية : وهي سياحة متعددة الجوانب ، فهي سياحة علاقات اجتماعية وسياحة ترويح وترفيه عن النفس وربما تكون سياحة المدن ضمن هذه السياحة.

4- أنواع السياحة على أساس الهدف:

هناك سياحة ترويحية، وسياحة ثقافية، وسياحة علاجية، ودينية، ورياضية، وسياحة المؤتمرات، وسياحة رجال الأعمال.

 5- أنواع السياحة على أساس التنظيم:

هناك ثلاثة أنواع سياحة عائلية أو فردية وقد تكون جماعية (مجموعات سياحية).

6- أنواع السياحة على أساس أعمار السياح:

هناك ثلاثة أنواع أيضاً هي : سياحة  الشباب بين(16-30)سنة ، وسياحة الناضجين بين (30-60) سنة     وسياحة كبار السن (المسنين) أي سياحة من تجاوز 60 سنة وسياحة هؤلاء تزداد أهميتها كلما ازداد الوعي الصحي وطال عمر الإنسان.

7- أنواع السياحة حسب وسيلة الانتقال:

هناك السياحة الجوية عن طريق الطيران، والسياحة البرية عن طريق السيارات والقطارات، والسياحة البحرية عن طريق السفن واليخوت. وهناك نوع جديد من السياحة يُسمى سياحة الفضاء وهذه السياحة محصورة حتّى الآن ببعض الأشخاص القلائل جداً حيث تكلف الرحلة ملايين الدولارات.]3[

ثالثاً : السياحة هي الصناعة الأولى في العالم:

لقد تطورت السياحة تطوراً كبيراً وخاصةً منذ سبعينيات القرن الماضي حيث لم تعد السياحة ترفاً، بل تنامت ونشطت، حتّى أصبحت الآن صناعة العصر والمستقبل وهي الصناعة التي لا حدود لتطورها وهي الأكثر حضارة والأقل تلوثاً ، ]4[  ويُبين الجدول التالي (والذي لا يتضمن تكاليف النقل) التطور الكبير لعدد السياح من جهة وللأموال التي ينفقونها في رحلاتهم من جهة أخرى، مع العلم أن هذا الجدول لا يشمل السياحة الداخلية والتي هي الأساس في تطور صناعة السياحة. ويمكن إجراء مقارنة بسيطة من عام 1950 وحتّى 2005 فيما يتعلق بعدد السياح وإنفاقهم على السياحة .

جدول رقم (1) يبين تطور عدد السياح وإنفاقهم في العالم .

السنة

عدد السواح (مليون سائح)

وسطي إنفاق السائح (دولار)

الإنفاق  (مليار دولار)

1950

25

83

2

1960

69

99

7

1970

166

108

18

1980

286

386

105

1990

459

576

267

1995

561

677

380

1998

625

712

445

2000

698

802

560

2005

808

928

750

الجدول من إعداد الباحث بالاعتماد على منشورات المنظمة العالمية للسياحة.

يتبين لنا من الجدول السابق التطور الكبير الذي طرأ على أعداد السياح وإنفاقهم حتّى غدت السياحة الصناعة الأولى في العالم وشملت جميع البلدان، لكن حصة الأسد كانت من نصيب الدول الصناعية المتطورة كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وألمانيا، حيث أصبح يعمل في قطاع السياحة ما يوازي أعداد العاملين في الصناعات الخمس التي تليها ( الإلكترونيات، والكهرباء، والحديد والصلب ، والنسيج، والسيارات).

كما أصبح عدد العاملين في القطاع السياحي بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،حوالي 11 % من  القوى العاملة في العالم، وأصبحت تلعب دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، إذ إن كل شخص يعمل مباشرة في قطاع السياحة يشكل فرص عمل جديدة لتشغيل (3-5) أشخاص بصورة غير مباشرة للقطاعات الأخرى ولقد وضعت المنظمة العالمية للسياحة توقعات السياحة الدولية وحجم الإنفاق السياحي حتى عام 2020 كما يلي:

الجدول رقم (2) يبين عدد السواح المتوقع والإنفاق في عام 2010 و2020

السنة

عدد  السواح (ملايين)

الإنفاق (مليار دولار)

2010

1018

1550

2020

1600

2000

المصدر: المنظمة العالمية للسياحة

إذاً فالسياحة لم تعد للترفيه أو للنزهة فقط بل أصبحت من أهم صناعات العالم، وتلعب دوراً كبيراً في الاقتصاد العالمي وهذا يثبت صحة الفرضية الأولى .

رابعاً: مفهوم السوق السياحي:

يُعرف السوق بأنه المكان الذي يلتقي فيه الطلب بالعرض مع الأخذ بعين الاعتبار كل العوامل التي تؤثر في تحقيق هذا اللقاء. والسوق السياحي لا يخرج عن ذلك المفهوم فسوق الخدمات السياحية هي المكان الذي يتقابل فيه الطلب السياحي باختلاف أشكاله وفئات السائحين بالعرض السياحي سواء بشكله الخام أي ما يتوافر للبلد من خامات سياحية من بحر وجبال وغابات وصحراء وأشعة الشمس وأماكن أثرية ودينية وموقع هام ...الخ أو بشكله الاصطناعي وهو ما تقدمه الدولة والقطاع الخاص من خلال المؤسسات والشركات المختلفة العاملة في مجال تقديم الخدمات السياحية. وسيتم التركيز في دراستنا على الشق الثاني من العرض السياحي وعامة يمكن النظر إلى العرض السياحي بمفهومه الواسع والذي يتجدد بمجموعة من العناصر منها:

1- مقومات العرض السياحي: وهي مجموعة المقومات التي تشكل القاعدة العامة اللازمة لصناعة السياحة

     ومنها:  أ - مقومات طبيعية.

             ب- التراث التاريخي والثقافي.

             ج - الفنون الشعبية.

2 – الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني.

3- إسهام السياحة في اقتصاد البلد ومن هنا يبرز دور الدولة والقطاع الخاص في توفير كل ما يلزم للسائح من تجهيـز منشآت المبيت،  إلـى المطاعـم إلـى، الأنشطة السياحية المختلفة، إلى التسـهيلات السياحية سواء تسهيلات الدخول والخـروج والإقامة للسائح، إلـى نظام إدخـال السيارات وإخـراجها ونظام المناطق الحرة والصيرفة وأسعار الصرف، وأنظمة عمل الأجهزة خاصــة بالسائح كالأدلاء والمرافقين والجمـعيات السياحية ومـكاتب السـفر والسياحة.

4 - تأمين وسائل النقل والمواصلات المريحة والسريعة والتي تشبع حاجات السائح ورغباته بالإضافة إلى

     توفير البنية التحتية ككل.

5- الإدارة السياحية. ]5[

تحليل العرض السياحي في سورية :

إن من أهم عناصر العرض السياحي التي تحتاج إلى دراسة وتحليل هي الفنادق بمختلف درجاتها وبما تشمله من غرف وأسرة، وعدد الليالي السياحية التي يمكن توفرها للسائح .وفيما يلـي جدولا يتضمن توزيـع الفنادق والأسرة في سوريـة حسب الدرجـة خلال الفتـرة   ( 1995- 2005 ). 

الجدول رقم (3) توزيع الفنادق والأسرة حسب درجاتها في سورية خلال الفترة 1995-   2005

درجة

الفندق

السنوات

دولية

ممتازة

أولى

ثانية

ثالثة

نزل

المجموع

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

فنادق

أسرة

1995

11

7934

33

4505

36

3474

89

4826

236

88836

49

927

454

31449

1996

11

7862

27

4730

40

4184

88

5766

214

8358

57

1344

437

32244

1997

13

7974

25

4600

45

4438

89

4842

211

8116

63

1442

446

31412

1998

13

8748

28

4335

46

4571

90

4903

204

7833

57

1138

438

31528

1999

13

8535

26

4141

46

4541

91

4946

215

8051

83

3198

474

33412

2000

13

8528

34

5073

45

5038

97

5693

212

8075

65

1802

466

34209

2001

13

8445

35

5269

51

5515

101

5959

212

7874

61

1475

473

34537

2002

14

8723

35

5269

51

5514

102

6045

230

8377

52

1325

484

35253

2003

16

9017

34

5099

54

5663

122

9293

222

8223

70

1633

518

38928

2004

16

9017

37

5966

54

5747

124

9396

222

8223

70

1636

523

39985

2005

17

9186

40

6624

57

5968

156

11430

226

8418

70

1636

566

43162

المصدر : المجموعات الإحصائية السورية للأعوام 1996- 2006 . المكتب المركزي للإحصاء- دمشق .

 

مـن خلال الجدول السابق، نلاحظ أن هناك زيادة بسيطة في أجمالي عدد الفنادق في سورية خلال لفترة المدروسة، كمـا نلاحظ أن عدد هذه الزيادات فـي أعداد الفنادق كانت متفاوتة ومتذبذبة بين عام وآخر وما ينطبق على إجمالي عدد الفنادق ينطبق أيضا على إجمالي عدد الأسرة .        

إن هذا التذبذب الواضـح في عدد الفنادق والأسـرة بين عام وأخر، ومع الأخـذ بعين الاعتبار الزيادة الكبيرة في عدد السكان من جهة وزيادة عدد السياح من جهة أخرى، يدل على أن هناك قصوراً كبيراً في السياسة الاستثمارية في سورية في قطاع السياحة وخاصة فيما يتعلق بالفنادق، فمثلا كيف يكون عدد الفنادق عام 1997
( 446 ) فندقاً ثم ينخفض عام  1998 إلى (438 ) فندقًا ثم يرتفع عام 1999 إلى (474 ) فندقًا، وبعدها يعاود انخفاضه عام 2000 إلى (466) فندقًا هذا من جهة،  ومن جهة أخرى نجد أن أعداد الفنادق والأسرة تتذبذب من عام لأخر أيضا باختلاف درجة الفندق، فمنها ما يرتفع درجته ومنها ما تنخفض درجته، وكذلك نجد أن هذا التذبذب لا يتبع  قاعدة معينة وهو يتم على نحو عشوائي غير مخطط ولو حسبنا معدل الزيادة السنوية نجدها 1.49 % بالنسبة للفنادق و 2.49% بالنسبة للأسرة  وهذه المعدلات لا تتوافق أبدا مع تزايد عدد سكان سورية من جهة ولا مع تزايد عدد السياح، كما نرى لاحقا من جهة أخرى . نستنتج مما سبق أن هناك قصوراً كبيراً فيما يتعلق بالسياسة الاستثمارية السياحية في سورية وعدم مواكبة العرض السياحي للطلب السياحي.  والخلل الكبيـر والسلبية الكبرى في العـرض السياحي هو سوء توزعه على محافظات القطر، والجدول رقم (4) يتضمن توزع الفنادق والغرف والأسرة حسب الدرجة والمحافظات عام 2005
: 

الجدول رقم /4/ توزع الفنادق والغرف والأسرة حسب الدرجة والمحافظات عام 2005 .

درجة

الفندق

 

 

المحافظة

دولية

خمس نجوم

ممتاز

أربع نجوم

أولى

ثلاث نجوم

ثانية

نجمتان

ثالثة

نجمة

 

نزل

 

 

المجموع

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

عدد

غرف

أسرة

 

دمشق

 

4

 

1102

 

2328

 

12

 

1122

 

2090

 

19

 

1006

 

2630

 

47

 

1270

 

3269

104

1601

3808

11

88

221

197

6189

14346

ريف دمشق

6

831

1500

11

832

1906

3

95

296

24

780

3703

3

98

200

5

25

35

52

2661

7640

حلب

1

252

416

5

316

608

5

237

428

9

257

564

61

1054

2335

10

68

198

91

2184

4549

حمص

2

349

698

3

166

420

10

283

903

21

442

842

17

194

432

2

20

48

55

1454

3343

حماة

1

165

340

-

-

-

-

-

-

7

163

353

2

52

113

5

31

85

15

411

891

اللاذقية

2

1396

3592

2

172

312

6

282

554

18

715

1382

15

338

538

16

228

325

59

3131

6703

دير الزور

1

156

312

1

77

154

6

233

479

2

92

152

6

107

233

5

53

150

21

718

1480

ادلب

-

-

-

2

141

270

-

-

-

2

38

76

-

-

-

-

-

-

4

179

346

الحسكة

-

-

-

-

-

-

-

-

-

7

129

246

10

182

371

--

-

-

17

311

617

الرقة

-

-

-

-

-

-

2

83

153

1

16

34

3

34

79

2

19

48

8

152

314

السويداء

-

-

-

-

-

-

-

-

-

1

9

20

-

-

-

-

-

-

1

9

20

درعا

-

-

-

1

75

150

1

30

56

5

70

146

1

9

13

-

-

-

8

184

365

طرطوس

-

-

-

3

278

714

5

257

469

12

314

643

5

133

196

14

233

526

39

1215

2648

القنيطرة

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

-

المجموع

17

4251

9186

40

3179

6624

57

2506

5968

156

4295

11430

227

3802

8418

70

765

1636

567

18798

43262

المصدر: المجموعات الإحصائية السورية للأعوام 1996- 2006 . المكتب المركزي للإحصاء- دمشق .

من الجدول رقم (4) يتبين لنا الخلل الكبير في توزيع الفنادق والغرف والأسرة حيث نرى أن عدد الفنادق في دمشق ومحافظة ريف دمشق 249 وعدد الأسرة 21986 سريراً وهذا العدد يمثل حوالي 44% من الفنادق على مستوى القطر وأكثر من 50% من عدد الأسرة. وهذا يدل على أن هناك خللاً كبيراً في توزيع الاستثمارات السياحية على مستوى القطر خاصة إذا علمنا أن هناك بعض المحافظات الغنية جداً بآثارها فمثلا محافظة إدلب التي تضم نصف ما يوجد في سورية من أوابد تاريخية في الوقت الذي لا يوجد فيها إلا /346/ سريراً ومجموعة من/4/فنادق فقط: (فندقان أربع نجوم وفندقان نجمتان)، وقد صرح وزير السياحة السوري في جريدة تشرين أن 93% من استثمارات 2006 في القطاع السياحي تتركز في ست محافظات فقط .        

وهذا يدل على التقصير الكبير في السياسة السياحية السورية وأيضا غياب التسويق السياحي عن هذه المحافظة وغيرها من المحافظات السورية الهامة من حيث المواقع الأثرية والمناطق الطبيعية الجميلة.

ولو قمنا بعملية مقارنة بسيطة بين ما هو موجود فعلاً وما كان مخطط له نرى عجزاً كبيراً حيث خططت وزارة السياحة مع وكالة أوتام لكي يصبح عدد الأسرة بحلول عام 2000 م  /  84.000/ سرير في الفنادق و 5 مليون سائح و 22 مليون ليلة سياحية، ولكن الواقع كان خلاف ذلك، ففي عام 2000 لم يتجاوز عدد الأسرة /34.209/ من الأسرة أي ما أنجز من الخطة كان فقط 4.04% وحتى في عام 2005 لم يتجاوز عدد الأسرة /43.262/ سرير وهذا يدل مرة أخرى على القصور الكبير في العرض السياحي في سورية بالإضافة  إلى سوء توزيعه كما رأينا سابقاً  .وهنا يلعب التسويق السياحي دورا كبيرا في زيادة العرض السياحي بالإضافة إلى إعادة توزيعه على نحو عادل بحيث يشمل كل المحافظات السورية وهذا يثبت صحة الفرضية الثانية .                      

تحليل الطلب السياحي في سورية:

تعتبر دراسة الطلب السياحي وتقدير حجمه المستقبلي من أهم عناصر الدراسة التسويقية وذلك من خلال دراسة وتحليل عدد القادمين، وعدد النزلاء، وعدد الليالي السياحية.

 أ- القادمون ( العرب والأجانب):

يعد عدد القادمين العرب والأجانب من المؤشرات الاقتصادية الهامة والدالة على نشاط الحركة السياحية ونشاط الترويج في البلد المقصود، وعلى رغبة القادمين وتفضيلهم لهذا البلد بغض النظر عن الأسباب الداعية إلى قدومهم.

الجدول رقم (5) يبين تطور عدد القادمين العرب والأجانب خلال الفترة الزمنية من عام 1990-2005

العام

القادمون العرب

القادمون الأجانب

المجموع

عدد

نسبة

عدد

نسبة

1990

974467

68

467974

32

1442441

1991

1132975

89

147186

11

1280161

1992

1237492

71

502392

29

1739884

1993

1412996

74

496920

26

1909916

1994

1448842

72

563455

28

2012297

1995

1634204

73

618583

27

2252787

1996

1817552

75

617829

25

2435381

1997

1772919

76

558709

24

2331628

1998

1870589

76

593135

24

2463724

1999

1993766

74

687768

26

2681534

2000

2262418

75

752340

25

3014758

2001

2496502

74

892589

26

3389091

2002

3164945

74

1107966

26

4272911

2003

3398978

77

989141

23

4388119

2004

4850437

79

1303216

21

6153653

2005

4462254

76

1375726

24

5797980

المصدر: المجموعة الإحصائية للأعوام 1991- 2006 .المكتب المركزي للإحصاء دمشق .

يبين الجدول رقم (5) أن هناك تزايدا مستمراً في أعداد القادمين إلى سورية حيث ارتفع عدد السياح  من /2252787/ قادماً عام 1995 إلى/ 5797980/ قادماً عام 2005 أي تضاعف العدد حوالي 260% ولكن لو قمنا بعملية تحليل لهذا الرقم لرأينا أن نسبة كبيرة من القادمين  ليسوا سياحاً بالمعنى الحقيقي، فبالنسبة للقادمين من العرب فقد بلغ عددهم عام 2005 كما هو واضح في الجدول رقم (5)/ 4462254/ منهم /940413/ أردنيا
و/ 1681158 /لبنانياً و/913266/ عراقياً وهؤلاء يمثلون ما مجموعه/ 3534837/ قادماً وهؤلاء يمثلون نسبة
 79 % من القادمين والجدير بالذكر أن هؤلاء كما قلنا ليسوا سياحاً بالمعنى الحقيقي فهؤلاء يقضون ساعات معدودة لتأمين بعض الاحتياجات ويعودون إلى بلادهم وقد يعدون لاجئين كما هو حال  العراقيين.

هذا يؤكد أن النسبة الكبيرة من القادمين العرب ليسوا سياحاً، بالإضافة إلى ذلك هناك انخفاض كبير جداً لعدد القادمين من المغرب العربي وأيضاً من المشرق العربي  باستثناء السعودية وبنسبة أقل الكويتيين والبحرينيين. وهنا نرى أن هناك قصوراً كبيراً للتسويق السياحي في جذب أعداد كبيرة من السائحين سواء من المشرق العربي حيث تصدر السعودية أكثر من 8 مليون سائح سنوياً بالإضافة إلى تشجيع السياح من المغرب العربي للقدوم إلى سورية. ومن اللافت للنظر أن عدد السياح المصريين لم يتجاوز/ 36398/سائحاً وهي نسبة ضئيلة جداً بالإضافة إلى ذلك إذا قارنا عدد العرب القادمين مع الأجانب نرى أنه في عام 2005 كان عدد القادمين الأجانب/ 1375726/ وهذا العدد لا يتجاوز  24% من إجمالي عدد القادمين وأن عدد القادمين العرب يفوق عدد القادمين الأجانب بثلاث مرات وربع . وعلى الرغم من هذه النسبة الضئيلة من القادمين الأجانب نرى أيضاً أن النسبة الكبيرة منها هي من إيران وتركيا ففي عام 2005  بلغ عدد القادمين الأجانب / 1375726 / منهم /688978/ تركي و /247661/ إيراني ومجموع هؤلاء /936640 / سائحاً أي أن أكثر من 68% من القادمين الأجانب هم من تركيا وإيران .

هذا يعني أن نسبة السياح الأجانب من القادمين هي أيضاً نسبة قليلة  وما يلفت للنظر هو غياب سوقين كبيرين وهامين بالنسبة للسياحة السورية هما السوق الصينية الواعدة حيث تجاوز عدد السياح الصينيين 85 مليون عام 2005 بالإضافة إلى سوق أمريكا اللاتينية حيث لا يتجاوز عدد السياح/ 7000 /سائحاً فقط على الرغم من العلاقات القوية التي تربط سورية ببعض دول  أمريكا اللاتينية وخاصة فنزويلا والبرازيل والأرجنتين حيث هناك 18 مليون سوري مغترب من الجيل الأول  وبالتالي هناك تقصير كبير بالنسبة للتسويق السياحي إلى الصين وأمريكا اللاتينية. وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من أجل استقطاب ملايين السياح من هذه المناطق وليس آلاف السياح فقط . مما تقدم نستنتج أن حركة السياحة في سورية هي سياحة عربية فقط في الغالب ولكن بما أن معظم القادمين من ( لبنان والأردن والعراق ) فإنه لا يمكن اعتبارها سياحة فعلية لأن معظم هؤلاء يعودون كما قلنا في اليوم نفسه أو يبيتون عند أقاربهم أو أصدقائهم إضافة إلى زيادة عدد القادمين ولكن ليس بهدف السياحة.

(وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثانية)

عدد النزلاء العرب والأجانب:

هناك فرق  بين النزيل والقادم، النزيل هو الشخص الذي يقيم في إحدى المنشآت السياحية أو منشآت المبيت العامة ليلة واحدة على الأقل ، لكن بعض القادمين يكتفون بعبورهم أراضي دولة ما خلال رحلتهم إلى دول أخرى كما أن البعض يقيم في المبيت عند أقربائه وأصدقائه بعد وصوله إلى البلد. والجدول رقم (6) يبين عدد النزلاء العرب والأجانب خلال الفترة 1990-2005:

الجدول رقم (6) أعداد ونسب القادمين العرب والأجانب إلى سورية خلال الفترة 1990 – 2005

العام

النزلاء العرب

النزلاء الأجانب

المجموع

عدد

نسبة

عدد

نسبة

 

1990

281789

50

279995

50

564784

1991

377692

61

244222

39

621914

1992

257515

44

326350

56

583865

1993

374624

53

328243

47

702867

1994

344951

48

373211

52

718162

1995

379986

47

434888

53

814874

1996

381671

46

447954

54

829625

1997

419512

47

471958

53

891470

1998

419066

47

470569

53

889635

1999

412713

45

503495

55

916208

2000

389216

43

520105

47

909321

2001

452515

52

425906

48

878421

2002

482811

52

443654

48

926465

2003

508160

62

312784

38

820944

2004

815115

66

416803

34

1231918

2005

864909

63

514743

37

1379652

المصدر : المجموعات الإحصائية للأعوام 1991 – 2006 المكتبة المركزي للإحصاء – دمشق

 

من الجدول رقم (6) يتبين أن هناك تزايداً مستمراً في عدد النزلاء العرب خلال الفترة المدروسة، فقد ارتفع عدد النزلاء العرب من 281789 عام 1990 إلى 864909 عام 2005 أي بمعدل تزايد إجمالي  قدره 190% ومعدل تزايد سنوي  متوسط 9%. ولكن نرى إن هناك تذبذباً في أعداد النزلاء فمثلاً كان عام    1999 (412713) انخفض في عام 2000 إلى( 389216) ثم عاود الارتفاع وبوتيرة عالية أحياناً أما بالنسبة للنزلاء الأجانب فنلاحظ من الجدول رقم (6) ارتفاع عدد النزلاء الأجانب من 279995 عام 1990 إلى 520105 عام 2000 بمعدل تزايد قدره 185% أي تضاعف مرتين تقريباً ثم تناقص إلى 312784 عام2003 ليبدأ من جديد تزايده ويصل عام 2005 إلى 514743 كما كان عام 1999. وهنا يتضح غياب التسويق السياحي من جهة في عدم قدرته على الأقل في المحافظة على النزلاء السابقين . ولو قمنا بعملية مقارنة بين عدد القادمين وعدد النزلاء (عرباً وأجانب )   خلال الفترة المدروسة لوجدنا أن هناك تناقصاً مستمراً في عدد النزلاء.                                                  

جدول رقم (7) نسبة النزلاء إلى القادمين (عرباً وأجانب ) خلال الفترة 1990- 2005

العام

90

1991

1992

1993

1994

1995

1996

1997

1998

1999

2000

2001

2002

2003

2004

2005

أجانب

60

65.9

65.0

66.1

66.2

70.3

72.5

84.5

79.3

73.2

69.1

47.7

40.0

31.6

32.0

37.4

عرب

29

33.3

20.8

26.5

23.8

23.3

21.0

23.7

22.4

20.7

17.2

18.1

15.3

15.0

16.8

19.3

المصدر: النسب محسوبة من قبل الباحث

 

 

والشكل التالي يوضح محتويات الجدول السابق.

الشكل رقم (1 ) 

من الشكل رقم ( 1) نلاحظ أنه في عقد التسعينات من القرن الماضي كان عدد النزلاء العرب أقل من عدد النزلاء الأجانب ، على الرغم من أن عدد القادمين العرب يفوق بمرات عدد القادمين الأجانب ولعل السبب في ذلك هو أن القادمين العرب وخاصة السعوديين يفضـلون استئجار الشقق المفروشة المريحة نسبياً بعيداً عن الـروتين والرقابة التـي تطبقها إدارة الفنـادق بالإضافة إلى أن الفنادق السورية في غالبيتها غير مجـهزة بشقق أو أجنحة خاصة تشبع رغبات هؤلاء السياح. ومن هنـا يتضح لنا ضرورة إعادة النظر في السياسة التسويقية للفنادق من حيث المكان وتجهيـزه، ومـن حيث السعر أيضاَ، وتسهيل الإجراءات ليتوافق مع رغبات القادمين العرب الذين يشكلون النسبة الأكبر من عدد القادمين.  فربما يفضل بعضهم المخيمات السياحية والمنتجعات وغير ذلك ، أيضاً من الجدول رقم( 7 ) نجد أن نسبة النزلاء العرب إلى القادمين العرب هي في تناقص مستمر فنسبة هؤلاء إلى القادمين العرب كانت عام 1990 –29% ثم انخفضت حتى وصلت عام 2000 إلى17.2 % إلى أن وصلت عام 2004إلى 16.8% وهنا يأتي الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه التسويق السياحي في تحويل القادمين إلى سياح فعليين بزيادة نسبة النزلاء إلى القادمين وهذا ما يفتقر إليه التسويق السياحي في سورية حيث لم نميز حتى الآن بين القادم والسائح . وبالتالي لا يوجد مزيج تسويقي من أجل زيادة نسبة النزلاء إلى القادمين.

(وهذا يثبت صحة الفرضية الثالثة )