زها حديد ملكة الإنحناءات الهندسية

زها حديد ملكة الإنحناءات الهندسية

وكالة أخبار المرأة

قبل عشرة اعوام، كانت المهندسة التي لا تحصل على ما تبنيه، واليوم من المركز الأولمبي المائي الى قاعة عرض سيربنتاين، ومن بيكين الى باكو، تبني زها حديد المباني في كل مكان ولكن الآراء تختلف عنها: هل انها عبقرية، كما يقول البعض؟ ولكن النقاد يقولون انها قد خسرت أفكارها الاصلية.
زها حديد: (طبعها الحاد يثير الخوف، ولكنها ايضاً تثير الاعجاب.. انها انسانة مسلية، لا تخاف من إبداء مشاعرها).
كانت زها حديد في رحلة الى فرانكفورت لإلقاء محاضرة، تحركت طائرتها على ارض المطار، ثم توقفت بعد قليل، ورفضت زها ما قيل من ان التأخير سيكون قليلاً، واصرت على الانتقال الى طائرة اخرى- العودة الى نقطة الانطلاق ثم نقل حقيبتها، ولكن زها ظلّت مصرة على موقفها، وحاول الفريق العامل من الطائرة اقناعها عبثاً، حتى انتهبت إحدى المضيفات ان هذه المرأة هي بالذات تلك التي توجد صوتها على صفحة مجلة "الطيران" فاقتربت منها متسائلة: (هل أنت زها حديد؟).
وبعد ذلك تحول المستحيل الى واقع، وتمت الموافقة على الانتقال الى طائرة اخرى.
وهناك مئات القصص مثل هذه، تدور حول زها: الانفعال والغضب، ان تغفل ما تريد، اللامبالاة بالظروف الاضطرارية، معارضة المجتمع التقليدي وايضاً النجاح النهائي، و شهرة حصلت عليها عبر شخصيتها ومواهبها.
وهناك آراء مختلفة عنها، فهي بالنسبة للبعض من زملائها المهندسين مستبدّة بآرائها، فظّة ومتعجرفة، أما بالنسبة لآخرين فهي عبقرية، أو كما قال استاذها، (انها نجم لها مدار خاص)، والحقيقة انها تجمع بين كل ما يقال عنها.
وقبل العقد الماضي تقريباً، لم تعد المهندسة المعمارية التي لا تجد او تحصل على ما تبنيه، بل الى اخرى لا تتوقف عن البناء، ومع بدء القرن الجديد كانت لاتزال تعرف بفوزها في مسابقة لبناء مركز للتسلية في هونك كونغ، وهي بالرغم من ترشيحها مرتين لتصميم مبنى الاوبرا في كارديف، فانها لم تحصل عليه، اما اليوم فان مكتبها يضم 400 شخص، وامامها 950 مشروعا في 44 دولة. ويتضمن عملهم التطورات في جانغشا، الصين، وبراتيسلافا، وفيللا ضخمة في موسكو، وتقديم استشارات حول مطار يتم بناؤه في تاثيمز إيسيواري، ومسجد في أذربيجان، ومتحف في باكو، ومتحف حيدر عليموف في باكو.
وكان العمل الاول لزها، مبنى الاطفائية بالقرب من الحدود الألمانية- السويسرية، وكان قبل عشرين عاماً، وفي هذا الخريف، سيتم افتتاح مشروعين مهمين لها: وفي باكو هناك المركز الثقافي، وهو سيكون المجسد لعالم زها حديد، اما الثاني فهو قاعة عرض فنية في حدائق كينسينغتون- لندن، وهي بالرغم من استقرارها في لندن منذ 40 سنة فان أعمالها قليلة فيها.وهناك اسباب كثيرة لتوسع اعمالها، ومنها تصميماتها التي تحمل طابع التجديد، التي تثير الاعجاب، وعندما بدأت الاموال تتناقص في الغرب، اتجهت نحو آسيا الغنية بالنفط، وهي اليوم معروفة في الصين، روسيا، أذربيجان والعربية السعودية.زها اليوم تبلغ الـ62 من عمرها، وقد فازت بعدد من الجوائز الكبرى في ميدان عملها، إنها شهيرة، ظاهرة، لها علاقات بالمشاهير من امثال براد بيت وباراك أوباما، وقد اشترت مبنى بـ10 مليون دولار، كان متحف التصميم سابقاً الذي سينتقل الى مبنى جديد عام 2015.
إن أفكار وتصميمات زها حديد، فيها خطوط جديدة، تتطلع نحو المستقبل.
وفي بغداد، المدينة التي ولدت فيها، شاركت بمسابقة لتصميم مبنى جديد للبرلمان العراقي، ولكنها لم تفز بها، ولكن فشلها في الفوز لم يؤدي الى توقف مكتبها من التحدث للمسؤولين البرلمانيين، على امل ان تحصل على المشروع.
وهناك اسئلة تدور حول نجاحها، هل يعود ذلك الى مخالطتها للأقوياء الذين يحتلون مراتب عليا، اضافة الى خطوطها الجريئة الحديثة التي تهتم بملائمة داخل المبنى مع خارجه والشوارع المحيطة به.ومن المباني الجديدة التي تحمل تماماً بصمات زها، مركز حيدر علييف في أذربيجان الذي أثار اعجاب الهام علييف، الذي تولى الرئاسة بعد والده، والمبنى يبدو غير اعتيادي، فكل سطح فيه ابيض ومنحني، وهو أشبه بمباني القصور السوفيتية السابقة للثقافة، خاصة بأعمدتها الكلاسيكية الآسيوية.وهناك انتقادات لتصميمات زها حديد الاخيرة، اذ يشكك البعض في بقائها بالصف الأمامي، ويقول احد مؤيديها من شركة ماكسي، (انها تتواصل مع القرن العشرين، في حين ان المعماريين الشبان، يطرحون أفكارا جديدة للمستقبل، مختلفة تماماً عن الماضي).
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-