المرأة تفاوض الرجل.. هل يقبل المجتمع ذلك؟ الانتخابات نموذجا

المرأة تفاوض الرجل.. هل يقبل المجتمع ذلك؟ الانتخابات نموذجا

المرأة تفاوض الرجل.. هل يقبل المجتمع ذلك؟ الانتخابات نموذجا  وكالة أخبار المرأة عد مرور أكثر من شهر على الانتخابات النيابية 2020، لا تزال العديد من علامات الاستفهام تطرح نفسها بشدة، ومنها حول الإجراءات التي سبقت الانتخابات اثناء حملة الترشح، وبالذات ما يتعلق بتنميط دور المرأة في المجتمع، فما مدى تقبل الأردنيين لمقابلة المترشح لكافة افراد الاسرة بمن فيهم الاناث؟، وما دور النساء الداعمات لحملة مترشح ما وهل تستطيع فعلا المرأة المرافقة للنائب أن توصل صوته وتجد ترحيبا واقبالا من قبل الافراد وخاصة الرجال؟ ما هي الاسباب التي تدفع المجتمع لتنميط المرأة في الاسر؟ وهل يوجد فعلا ارتباط بين العادات والتقاليد وتقبل المواطنين الاردنيين لمقابلة المرشح؟. تعددت واختلفت الآراء حول مدى قبول الرجل او المترشح للالتقاء بجميع افراد الاسرة ومنهم النساء، بين من يرفض ومن يرى الأمر عاديا. وفي ذلك، قال المواطن عبد الرحمن جدعان “لا اقبل بمقابلة المرشح لكافة افراد اسرتي. ان العادات والتقاليد المتبعة في المنطقة تكون على عاتق الرجال في اجتماع من قبل افراد الأسره الذكور او اجتماع لعشيرة ما، اما النساء فتقوم بذلك بترتيب مع نساء العائلة او احد افرادها. واقبل في حالة واحدة ان تكون صلة قرابة بين المرشح والقائمين على الحملة الانتخابية”. وفي المجال نفسه، قالت المواطنة دعاء النعسان “لا اقبل لأسباب تتعلق بالأعراف والمعتقدات الدينية والقناعة الشخصية، أي الافضل ان تكون المسؤولة عن اقناع فئة النساء لحملة انتخابية لطرف معين هي فتاة وامرأة لتسهل عملية التواصل”. بدوره، يعتبر عماد الجدعان ان “الحملات الانتخابية يوجد فيها نساء وذلك لمقابلة النساء فقط كما جرت العادة في السنوات السابقة”. في المقابل، قال الاب علاء بعير انه يقبل. وذكر عدة اسباب ومنها ان المرشح يأتي للترويج للحملة الانتخابية وذلك بهدف كسب الاصوات، وثانيا: النساء يذهبن للشراء من الاسواق والمحلات التجارية بشكل كبير ويتعاملن مع رجال، متسائلا لماذا اقبل في هذه الحالة وأرفض في تلك. وقال المواطن رعد جبارة “بما ان الانثى لها دور في الحملة الانتخابية فلها الحق في نقد المرشح وان تختار المرشح عن قناعة تامة”. وهو أيضا ما ذهبت إليه المواطنة شهد جهاد التي قالت “ما سبب عدم المقابلة؟ وما المانع من ذلك؟ والمرأة لها حرية اتخاذ القرار في التصويت، وايضا مقابلة المرشح فهو قرار حر ومستقل للنساء كما هو الحال للرجل”. وعملت نساء كثيرات في حملات المترشحين للانتخابات، ومن بينهن ربى سمور، إحدى الداعمات لحملة مترشح للانتخابات النيابية، وكانت لأول مرة تخوض تجربة الانتخابات، وتقول أنه لم تواجه أي مشاكل كامرأة خلال الحملة الانتخابية، وكانت سعيدة بالاحترام والترحيب في الاستقبال وتقبل الحوار من المواطنين. لكنها بينت ان جميع من التقت بهم هم نساء فقط، ولم تلتقي برجال اثناء فترة الحملة، شارحة ان ذلك يعتمد ذلك على طبيعة المجموعات، إذا كانت المجموعة تتكون من نساء فقط، فيذهب إليها النساء، اما اذا كانت نساء ورجال فيذهب رجال ونساء معا. وترى سمور ان عدم ذهاب النساء لوحدهن للالتقاء بالرجال، فيه “انقاص من قيمتهن أي لماذا لا يأتي رجل ويكلمني”. وقالت إن متطلبات واسئلة الرجال تختلف عن اسئلة النساء، موضحة ان متطلبات الرجال سياسية ويبحثوا عن الامور السياسية في نقاشهم مع المترشح اما متطلبات السيدات خدماتية اكثر من السياسية”. لكنها استركت “بعضهن وليس الكل، ذلك أن النساء اللواتي تهمهن السياسة عددهن قليل”، بحسب مشاهداتها خلال الزيارات والاسئلة التي تطرح عليها من قبل النساء. ونوهت الى عدم طرح كثير من النساء لأسئلة عن “البرنامج الانتخابي للمترشح؟”، وان جميع النقاشات خدماتية بحتة كالحصول على تأمين صحي او حتى طلب توظيف. وفي رأيها فإن “عاداتنا الشرقية؛ وعلى مدى سنوات عديدة؛ قليل جدا ما يتم الالتقاء بين الرجال ولنساء في مثل هذه الجلسات. ويعود ذلك الى طبيعة المجتمع. اما العائلات التي قمت بزيارتها فهي لا مانع لديها من اجراء لقاءات تضم رجالا ونساء، لكن عدم تقبل المواطنين لذلك هو السبب الاساسي لعدم اللقاء، وان البعض يفسر ذلك قلة احترام وتقدير للرجال وان الرجل بحاجة لرجل لمخاطبته والحوار معه بحكم النقاط المشتركة بينهم من موضوعات او حتى لغة تواصل”. وبحسب سمور، فإن هذه العادات “أصبحت من البديهيات والمسلمات في المجتمع وهي معتقدات سياسية ودينية، ولا يوجد استعداد لتقبل أي تغيير فيها لأنها تجذرت فينا (…) هذه الممارسات هي جزء كبير من حياتنا وليس على مستوى الانتخابات فقط. نقدم دائما دور الرجل على المرأة حتى نحن كنساء نثق بشكل اكبر في الخدمات التي يقدمها الرجل بشكل لا ارادي”. ولا يختلف رأي نسرين الأزرعي عن سابقتها. وهي أيضا كانت إحدى النساء الداعمات لحملة مترشح للانتخابات النيابية. وقالت “إنها سعيدة بتقبل المواطنين لزيارتها لمنازلهم دون وجود المترشح أو أحد الرجال الداعمين لحملته الانتخابية، إذ كانت تلتقي بنساء ورجال مجتمعين في منطقة معينة”. ويبدو أن الصورة النمطية التي تضع المرأة في أدوار محددة ما تزال تتحكم في مفاصل المشهد، وفي ذلك يقول رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط العزام إن رفض المجتمع لالتقاء الرجل او المترشح في الحملة الانتخابية بكافة افراد الاسرة ومنهم النساء، سببه النظام الذكوري السائد في المجتمع والوطن العربي كافة، إذ أن الرجل هو المسيطر والمهيمن على المرأة. ويقوم هذا النظام على اساس استبعاد المرأة، ونفي وجودها وهذا يعطي المجتمع العربي رخصة “ضوء اخضر” لسيادة الرجل على المرأة، وهو ما يعتبر اضطهادا نوعيا يقوم على اساس ان الرجل هو المهيمن، وبالتالي ادى ذلك الى طمس شخصية المرأة وتسلط الذكر على الانثى التي أصبحت تخضع خضوعا مطلقا للرجل. واضاف العزام ان هذا الاضطهاد الذكوري أي المعتمد على النوع الاجتماعي او العرفي (العادات والتقاليد) سلبت المرأة قدرتها على التحرك في المجتمع مكانيا وزمانيا؛ فلا تستطيع ان تأخذ حريتها كما هو الحال بالنسبة للرجل. وأضاف أن لهذا الموضوع امتداد وجذور في العادات والتقاليد العربية المتجذرة منذ العصر الجاهلي على ان المرأة هي اقل منزلة وشأن من الرجل، ومهمشة عائليا ووجودها غير مرغوب فيه وتثير الشفقة في محيطها العائلي وتثير الاستهزاء والسخرية عندما ترتكب سلوكا مخالفا، ولو كان بسيط ومكانتها المتوارثة مهتزة وتعاني من غياب من تعتمد عليه وتشد به ازرها. واعتبر ان بين النساء أنفسهن هناك من تعزز الصورة النمطية المبنية على بنيتها الثقافية والاجتماعية والسيكولوجية التابعة والشعور بالدونية، لافتا إلى أن هذه العادات تحتاج الى فترة زمنية طويلة لتغيرها. وقال العزام ان الحل العلمي هو التفاوض مع النظام الذكوري ويتم ذلك من خلال الجمعيات والاحزاب النسائية وخلق الوعي الكافي لتغيير الايدولوجيا (الفكر)، والتنظيم لدى النساء، والتواصل وذلك بحسب الترتيب العلمي، بحيث تستجيب المرأة لتوقعات الرجل، وكذلك الامر للرجل ان يستجيب لتوقعاتها، على أن يكون ذلك التزام من كلاهما.

وكالة أخبار المرأة

عد مرور أكثر من شهر على الانتخابات النيابية 2020، لا تزال العديد من علامات الاستفهام تطرح نفسها بشدة، ومنها حول الإجراءات التي سبقت الانتخابات اثناء حملة الترشح، وبالذات ما يتعلق بتنميط دور المرأة في المجتمع، فما مدى تقبل الأردنيين لمقابلة المترشح لكافة افراد الاسرة بمن فيهم الاناث؟، وما دور النساء الداعمات لحملة مترشح ما وهل تستطيع فعلا المرأة المرافقة للنائب أن توصل صوته وتجد ترحيبا واقبالا من قبل الافراد وخاصة الرجال؟ ما هي الاسباب التي تدفع المجتمع لتنميط المرأة في الاسر؟ وهل يوجد فعلا ارتباط بين العادات والتقاليد وتقبل المواطنين الاردنيين لمقابلة المرشح؟.
تعددت واختلفت الآراء حول مدى قبول الرجل او المترشح للالتقاء بجميع افراد الاسرة ومنهم النساء، بين من يرفض ومن يرى الأمر عاديا.
وفي ذلك، قال المواطن عبد الرحمن جدعان “لا اقبل بمقابلة المرشح لكافة افراد اسرتي. ان العادات والتقاليد المتبعة في المنطقة تكون على عاتق الرجال في اجتماع من قبل افراد الأسره الذكور او اجتماع لعشيرة ما، اما النساء فتقوم بذلك بترتيب مع نساء العائلة او احد افرادها. واقبل في حالة واحدة ان تكون صلة قرابة بين المرشح والقائمين على الحملة الانتخابية”.
وفي المجال نفسه، قالت المواطنة دعاء النعسان “لا اقبل لأسباب تتعلق بالأعراف والمعتقدات الدينية والقناعة الشخصية، أي الافضل ان تكون المسؤولة عن اقناع فئة النساء لحملة انتخابية لطرف معين هي فتاة وامرأة لتسهل عملية التواصل”.
بدوره، يعتبر عماد الجدعان ان “الحملات الانتخابية يوجد فيها نساء وذلك لمقابلة النساء فقط كما جرت العادة في السنوات السابقة”.
في المقابل، قال الاب علاء بعير انه يقبل. وذكر عدة اسباب ومنها ان المرشح يأتي للترويج للحملة الانتخابية وذلك بهدف كسب الاصوات، وثانيا: النساء يذهبن للشراء من الاسواق والمحلات التجارية بشكل كبير ويتعاملن مع رجال، متسائلا لماذا اقبل في هذه الحالة وأرفض في تلك.
وقال المواطن رعد جبارة “بما ان الانثى لها دور في الحملة الانتخابية فلها الحق في نقد المرشح وان تختار المرشح عن قناعة تامة”. وهو أيضا ما ذهبت إليه المواطنة شهد جهاد التي قالت “ما سبب عدم المقابلة؟ وما المانع من ذلك؟ والمرأة لها حرية اتخاذ القرار في التصويت، وايضا مقابلة المرشح فهو قرار حر ومستقل للنساء كما هو الحال للرجل”.
وعملت نساء كثيرات في حملات المترشحين للانتخابات، ومن بينهن ربى سمور، إحدى الداعمات لحملة مترشح للانتخابات النيابية، وكانت لأول مرة تخوض تجربة الانتخابات، وتقول أنه لم تواجه أي مشاكل كامرأة خلال الحملة الانتخابية، وكانت سعيدة بالاحترام والترحيب في الاستقبال وتقبل الحوار من المواطنين.
لكنها بينت ان جميع من التقت بهم هم نساء فقط، ولم تلتقي برجال اثناء فترة الحملة، شارحة ان ذلك يعتمد ذلك على طبيعة المجموعات، إذا كانت المجموعة تتكون من نساء فقط، فيذهب إليها النساء، اما اذا كانت نساء ورجال فيذهب رجال ونساء معا.
وترى سمور ان عدم ذهاب النساء لوحدهن للالتقاء بالرجال، فيه “انقاص من قيمتهن أي لماذا لا يأتي رجل ويكلمني”. وقالت إن متطلبات واسئلة الرجال تختلف عن اسئلة النساء، موضحة ان متطلبات الرجال سياسية ويبحثوا عن الامور السياسية في نقاشهم مع المترشح اما متطلبات السيدات خدماتية اكثر من السياسية”. لكنها استركت “بعضهن وليس الكل، ذلك أن النساء اللواتي تهمهن السياسة عددهن قليل”، بحسب مشاهداتها خلال الزيارات والاسئلة التي تطرح عليها من قبل النساء. ونوهت الى عدم طرح كثير من النساء لأسئلة عن “البرنامج الانتخابي للمترشح؟”، وان جميع النقاشات خدماتية بحتة كالحصول على تأمين صحي او حتى طلب توظيف.
وفي رأيها فإن “عاداتنا الشرقية؛ وعلى مدى سنوات عديدة؛ قليل جدا ما يتم الالتقاء بين الرجال ولنساء في مثل هذه الجلسات. ويعود ذلك الى طبيعة المجتمع. اما العائلات التي قمت بزيارتها فهي لا مانع لديها من اجراء لقاءات تضم رجالا ونساء، لكن عدم تقبل المواطنين لذلك هو السبب الاساسي لعدم اللقاء، وان البعض يفسر ذلك قلة احترام وتقدير للرجال وان الرجل بحاجة لرجل لمخاطبته والحوار معه بحكم النقاط المشتركة بينهم من موضوعات او حتى لغة تواصل”.
وبحسب سمور، فإن هذه العادات “أصبحت من البديهيات والمسلمات في المجتمع وهي معتقدات سياسية ودينية، ولا يوجد استعداد لتقبل أي تغيير فيها لأنها تجذرت فينا (…) هذه الممارسات هي جزء كبير من حياتنا وليس على مستوى الانتخابات فقط. نقدم دائما دور الرجل على المرأة حتى نحن كنساء نثق بشكل اكبر في الخدمات التي يقدمها الرجل بشكل لا ارادي”.
ولا يختلف رأي نسرين الأزرعي عن سابقتها. وهي أيضا كانت إحدى النساء الداعمات لحملة مترشح للانتخابات النيابية. وقالت “إنها سعيدة بتقبل المواطنين لزيارتها لمنازلهم دون وجود المترشح أو أحد الرجال الداعمين لحملته الانتخابية، إذ كانت تلتقي بنساء ورجال مجتمعين في منطقة معينة”.
ويبدو أن الصورة النمطية التي تضع المرأة في أدوار محددة ما تزال تتحكم في مفاصل المشهد، وفي ذلك يقول رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط العزام إن رفض المجتمع لالتقاء الرجل او المترشح في الحملة الانتخابية بكافة افراد الاسرة ومنهم النساء، سببه النظام الذكوري السائد في المجتمع والوطن العربي كافة، إذ أن الرجل هو المسيطر والمهيمن على المرأة.
ويقوم هذا النظام على اساس استبعاد المرأة، ونفي وجودها وهذا يعطي المجتمع العربي رخصة “ضوء اخضر” لسيادة الرجل على المرأة، وهو ما يعتبر اضطهادا نوعيا يقوم على اساس ان الرجل هو المهيمن، وبالتالي ادى ذلك الى طمس شخصية المرأة وتسلط الذكر على الانثى التي أصبحت تخضع خضوعا مطلقا للرجل.
واضاف العزام ان هذا الاضطهاد الذكوري أي المعتمد على النوع الاجتماعي او العرفي (العادات والتقاليد) سلبت المرأة قدرتها على التحرك في المجتمع مكانيا وزمانيا؛ فلا تستطيع ان تأخذ حريتها كما هو الحال بالنسبة للرجل.
وأضاف أن لهذا الموضوع امتداد وجذور في العادات والتقاليد العربية المتجذرة منذ العصر الجاهلي على ان المرأة هي اقل منزلة وشأن من الرجل، ومهمشة عائليا ووجودها غير مرغوب فيه وتثير الشفقة في محيطها العائلي وتثير الاستهزاء والسخرية عندما ترتكب سلوكا مخالفا، ولو كان بسيط ومكانتها المتوارثة مهتزة وتعاني من غياب من تعتمد عليه وتشد به ازرها.
واعتبر ان بين النساء أنفسهن هناك من تعزز الصورة النمطية المبنية على بنيتها الثقافية والاجتماعية والسيكولوجية التابعة والشعور بالدونية، لافتا إلى أن هذه العادات تحتاج الى فترة زمنية طويلة لتغيرها.
وقال العزام ان الحل العلمي هو التفاوض مع النظام الذكوري ويتم ذلك من خلال الجمعيات والاحزاب النسائية وخلق الوعي الكافي لتغيير الايدولوجيا (الفكر)، والتنظيم لدى النساء، والتواصل وذلك بحسب الترتيب العلمي، بحيث تستجيب المرأة لتوقعات الرجل، وكذلك الامر للرجل ان يستجيب لتوقعاتها، على أن يكون ذلك التزام من كلاهما.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-