يوم البر الإنساني.. بقلم/ د. شادي الكفارنة

 


تحتفل بعض الدول من كل عام بيوم الأم؛ وذلك في الحادي والعشرون من مارس، حيث يظهر في هذا اليوم الاحتفالات تكريماً وتمجيداً للأم التي تضحي بحياتها من أجل أن يحيا أبناءها فتغدقهم بكل شيء.

لكن التساؤل الذي يراود الكثير منا هل هذا اليوم للاحتفال والتكريم للأم فقط؟ وأين الأب من ذلك؟

إن هذا اليوم ليس تكريماً للأم إنما هو نشاط عابر بيوم واحد من كل عام؛ لأن الأم لا تكرم، بل إنها الكرامة الإنسانية، والأب ليس بمعزل عن هذا البر والتكريم فهو السند والدعم الإنساني، ولا أدل على ذلك من توصية الله -سبحانه وتعالى- على بر الوالدين معاً لما قال :(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، فالبرُّ لا يقتصر على أحدهما، ومن يبرهما يكون بذلك جسد معاني البر الإنساني الذي يحمل الإحسان والرحمة والحنان والحب والعطاء.

ومن الغريب!!

 إن هناك أمثالاً شعبية رجعية تتعارض مع البر الإنساني منها ما يقول: "مية أم تبكي ولا أمي تبكي"، ظناً من قائليه إنه دليلٌ على حب الأم وبرها، لكنه لا يعلم أن قوله هذا يعد أنانية وعنصرية بحد ذاتها؛ لأن أبناء الآخرين لهم أمهات وأمهاتهم لهنَّ أبناء، والمجتمع الإنساني ليس مجموعة أعداد من الناس بل هو مجتمع تربطه قواسم الود الإنساني يسخر بعضه بعضا بالبر والتعاون، ويخرج البر من الأسرة إلى كل إنسان حي قويم في كل المجتمعات الإنسانية.  

لذلك بروا الأب والأم فإن كل لحظة حب حية مع الوالدين هي العيد، وليس يوماً واحداً من كل عام هو العيد، وكل لحظة إحسان على الآخرين هي عيد للإنسانية، فينبغي ألا نقسّم هذا يوم عيد للأم وهذا يوم وعيدٌ للأب بإقصائه.

 إنّ البر الإنساني ليس له يوم ولا تاريخ ولا مكان ولا زمان، البر هو الرحمة والإحسان، وإذا ميزنا بين والدينا في معاملتهم يتعارض مع قيم البر الإنساني، وأن نبرّ والدينا وكل من أحسن إلينا، وحاول مساعدتنا في أن نحيا لنعيش هذه الحياة.

أخيراً:

برّوا والديكما لأنهما مصدر الحب الإنساني، ونبع الحنان الوجداني، وموطن الاستقرار النفسي والسند الاجتماعي، بروهما بكفالتهما وتعاونهما واحترامهما والرأفة بهما، وقدموا لهم كل ما تملكون حتى يكون لهما حياة كريمة كما عطفا علينا وربيانا صغاراً.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-