الإسهال في الدجاج هـل لـه مــن عـــلاج >>>د. تركي سراقبي


الإسهال في الدجاج هـل لـه مــن عـــلاج

د. تركي سراقبي

تقـديم:

كثيراً ما يأتي مربي الدجاج إلى العيادة البيطرية طالباً دواء للإسهال الذي انتشر
في دجاجه ؟

وغالباً ما يستجيب الطبيب البيطري أو ممثله في العيادة بإعطائه أو بيعه (دواء الإسهال) الذي كثيراً ما يكون من مضادات الكوكسيديا أو البكتيريا أحدهما أو كلاهما.

وتكرر الشكوى من الإسهال ويتكرر ويتنوع الدواء الموصوف حتى نهاية فترة التربية (في دجاج اللحم خصوصاً) دون السؤال على مسبب هذا الإسهال ؟ ولماذا يتكرر بين الفينة والأخرى؟ وما هي أضراره على الدجاج وبيئته ؟ وما نتائجه وخسائره ؟ وكيف نقي دجاجنا منه ومن تكراره ؟

المبرزات أو الإخراجات الطبيعية في الطيور (السلاح) هو نموذجياً عبارة عن كتلة بنية اللون تحتوي على مكون أبيض سائل هو البول (يورات الكالسيوم).

البراز نفسه ذو مصدرين: غذائي (بقايا العلف غير المهضوم) وداخلي (الخلايا الظهارية المتوسفة، نواتج التخمر والبكتريا، إفرازات الهضم المتبعة والبروتين الداخلي).

عموماً، إن تركيب السلاح (البراز) يعتمد على نوعية وكمية العلف المستهلك. ويكون الطير مسهلاً إذا كان برازه سائلاً وتبرزه متكرراً. وفي الحالات الطبيعية يحتوي البراز على
40-60% ماء ويتبرز (يفرغ أعوريه) 2-3 مرات يومياً في الفراريج (دجاج اللحم).

أما الإسهال فيعتمد على عدد من العوامل من العليقة (العلف) والماء والعناصر المعدية ويؤدي إلى رطوبة في الفرشة وأضرار في الإنتاج والإنجاز ونوعية المنتج (الفروج).

أســباب الإســهال:

        كثيرة جداً يمكن استعراض أهمها:

أ  العوامل الغذائية:

        هي تلك العوامل التي تؤدي إلى زيادة استهلاك ماء الشرب. وإنتاج براز سائل. كالزيادة المفرطة في بعض المعادن وبشكل خاص البوتاسيوم والصوديوم التي لها أكبر الأهمية. ولا يجب أن يزيد معدلهما الغذائي عن 0,8 % للبوتاسيوم و 0.2% للصوديوم.

وقد لوحظ عند وقف استخدام البروتين ذي الأصل الحيواني (مسحوق اللحم والعظم ومخلفات الدواجن ومسحوق السمك) في علائق الدواجن ومركزاتها البروتينية والاعتماد على المواد الأولوية ذات الأصل النباتي فقط (الصويا وبذر اللفت وكسبة القطن وغيرها) ازدياد نسبة الإسهال في دجاج اللحم خصوصاً مما يشير باصبع الاتهام إلى زيادة البوتاسيوم في هذه العلائق النباتية عن معدل الاحتياج.

ونشير إلى أن معدلات البوتاسيوم والصوديوم لها علاقة طردية أيضاً بمعدل الطاقة في العلف لذلك عند خفض الطاقة يجب خفض معدلاتها.

في الدجاج البياض قد يكون الحجر الجيري المحتوي على معدلات زائدة من المغنيسيوم والبوتاسيوم سبباً للإسهال وكذلك وجود نسبة من أوكسيد الكالسيوم في الحجر بدلاً من كربونات الكالسيوم.

فرط البروتين الغذائي في العلف سيؤدي إلى زيادة استهلاك الماء ومن ثم الإسهال.

الكاربوهيدرات السيئة الهضم والتخمر (مثل الشعير) تؤدي إلى براز سائل.

الدهون والزيوت المحتوية على كميات معنوية من الأحماض الدهنية المشبعة التي يصعب هضمها في أمعاء الطيور الصغيرة اليافعة تؤدي إلى براز لزج.

واستخدام زيوت متزنخة أو سامة في علائق الدواجن يؤدي إلى الإسهال.

السموم الفطرية في الأعلاف أيضاً تسبب الإسهال.

الماء شديد العسر أو المالح أو الملوث بالميكروبات يسبب إسهالاً.

بعض منتجات فيتامين أ د 3هـ المذابة بزيوت سيئة قد تسبب إسهالاً به رغوة عند إعطائها للطيور.

ب- العناصر المعدية:

إن بعض أنواع العصيات القولونية والكامبيلوباكتريا والسالمونيلة والكلوستريديا تسبب إسهالاً في الطيور النامية (دجاج اللحم).

الكوكسيديا (الايميريا) كثيراً ما تكون هي المسؤولة عن الإسهال والفيروسات مثل فيروس مرض النيوكاسل والماريك والتهاب الأمعاء النزفي وفيروس الريو والادينو كلها تسبب التهابات معوية ثم إسهالاً.

نتـائج الإســهال:

يشترك الإسهال بقوة في زيادة رطوبة الفرشة وتتفاقم هذه الظاهرة إذا كانت درجة حرارة البيئة (الحظيرة) باردة أو منخفضة وعندما تكون التهوية غير كافية. وزيادة الماء تشجع التخمر الميكروبي الذي يؤدي إلى قلونة الفرشة نتيجة زيادة درجة الباها (PH)  من 5 إلى 8.5 حيث يشكل هذا بيئة صالحة لتحول حمض البول إلى أمونيا.

وهذه البيئة سوف تدهور صحة الطيور المرباة ونوعية المنتوجات وغياب التهوية الملائمة وزيادة الأمونيا سوف يؤثر عكسياً (بشكل سيئ) على الوظيفة التنفسية للطيور ويهيئ لظهور الأمراض التنفسية الخطيرة ويقويها ويزيد من خسائرها التي قد تكون كارثية للمزرعة.

إن الفرشة الرطبة تشجع تفرحات الجلد (حروق المعقم) وتؤدي إلى التهاب الجلد وخصوصاً في منطقة (النفطة). الجثث سوف تتأثر كثيراً وتنخفض درجات جودتها كثيراً في المجزر.

الفرشة المبللة (الإسهال) يؤدي إلى تلوث البيض (المائدة أو التفريخ) في قطعان الدجاج البياضة مسبباً مشكلات في التسويق (لبيض المائدة) والتهاب سرة ونفوق في الكتاكيت الفاقسة.

وأيضاً تسبب مشكلات في الأرجل وخصوصاً في الديوك في مزارع أمات دجاج اللحم.

العلاج والمكافحة:

من ناحية عملية يكون من الضروري فحص ومراقبة جودة الفرشة دورياً بل يومياً كي نتجنب الرطوبة الزائدة فيها وما ينتج عنها من أضرار وخسائر (إدارة الفرشة
بشكل جيد).

العلف يجب دائماً أن يكون جيد النوعية متوازن التركيبة خالياً من المواد الضارة والسموم المؤذية (خال من العناصر المسببة للإسهال).

العناصر المعدية (الطفيلية والبكتيرية والفيروسية) يجب مكافحتها ووضع البرامج الوقائية المناسبة التي تمنع حدوثها في القطعان مع الانتباه بشكل خاص إلى مكافحة الكوكسيديا بواسطة اللقاحات (الأمات والبياض) وصادات الكوكسيديا في علف دجاج اللحم.

استهلاك الماء يجب مراقبته والتأكد منه دورياً لأهميته في إحداث الإسهال. وكدليل فقط فإن كمية الماء المستهلك تكون ضعف كمية العلف المستهلك تقريباً في درجات الحرارة المعتدلة (18° - 24°م) وربما تصل الكمية المستهلكة من قبل الطيور البالغة حوالي 250 مل/ يومياً.

في أمات دجاج اللحم وخصوصاً عند استخدام برامج الصوم العلفي أو تحديد كمية العلف المستهلك يزيد استهلاك الماء كثيراً بدرجة تؤدي إلى الإسهال ورطوبة (وسوء) الفرشة وما ينتج عنها من أضرار مما يضطرنا إلى تقييد استهلاك ماء الشرب وقصد المدد المائي إلى 10 ساعات يومياً فقط. ويمكن قطع الماء على فترات فمثلاً من الساعة 9-12 صباحاً ثم من 5 مساءً إلى صباح اليوم التالي أو 9-12 (وقف) ثم 12-1 (مدد) ثم 2-4 (وقف) ثم 4-5 مدد ثم وقف طوال الليل.

أما إذا حدث إسهال في الدجاج:

لا بد أولاً من البحث عن السبب وتحديده ومن ثم معالجته وعلى الطبيب البيطري اتخاذ الإجراءات التشخيصية الضرورية لمعرفة سبب الإسهال قبل وصف الدواء له الذي كثيراً ما يكون غير شاف إذا أعطي عشوائياً دون معرفة السبب.

وتشخيص الحالة قد يكون سهلاً يتم بالتشريح لجثث الطيور النافقة وأخذ مسحات من كحتات الأمعاء للفحص المجهري (الكوكسيديا) أو معقداً يحتاج إلى تحليل العلف (بحثاً عن الموارد الضارة) أو تحليل الدم (فحوص سيرولوجية لتشخيص الأمراض الفيروسية كالنيوكاسل مثلاً) والعلاج غالباً ما يكون سهلاً عند معرفة السبب.

فالكوكسيديا تعالج بالبايكوكس والسلفا والامبروليوم وأخرى والكلوستريديوم (التهاب الأمعاء التنكرزي أو التقرحي) تعالج بالامبسلين والنيوميسين ومخلوط الكولستين مع الامبسلين وغيرها كثير.

والسالمونيلة تعالج بالانروفلوكسازين والفلومكوين وهكذا والعصيات القولونية مثلها.

والإصابات الفيروسية التي لا علاج لها قد يفيد بها ويخفف من أضرارها إعطاء مركبات محمضة (الأحماض العضوية مثل البروبيونيك والاسيتيك و ... و ...).

وأحياناً مضاد حيوي لمقاومة العدوى البكتيرية الثانوية إن شك بوجودها.

وأخيراً نؤكد على ضرورة تشخيص سبب الإسهال إن حدث واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع حدوثه هو الأهم في مكافحته.

المدونون العرب
بواسطة : المدونون العرب
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-