الباحث الإسلامي : مهدي سعيد كريزم - السعودية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
قد يكون هذا العنوان غريبا ، او مبالغا فيه ، او غير لائق …
ولكنها الحقيقة ، فنحن نصوم صيام الرفاهية .
وليس في هذا الكلام تنقصا للصيام ، ولا للصائمين - معاذ الله - وانما هو وصف للحال .
وأقصد بصيام الرفاهية : اننا نصوم صياما سهلا ميسورا مريحا ، لا تعب فيه ولا مشقة ولا جوعا ولا عطشا ، بسبب ما انعم الله به علينا من وسائل الحياة الحديثة الراقية الفاخرة
1. فالمنازل جيدة وواسعة ، وفيها الاثاث والفرش المريح ؛ والمكيفات والمراوح ، والاجهزة ودورات المياة ، والماء والكهرباء، والمطابخ الجيدة المزود بكافة الادوات والاجهزة الحديثة المساعدة في اعداد الطعام ، والشراب ، وهناك ايضا : الثلاجات والغسالات وغير ذلك مما هو معروف … واغلبها صارت بالريموت
2. وفي اماكن العمل الوظيفي تتوفر ايضا كافة وسائل الراحة ، من المباني الجيدة اوالحديثة المجهزة بالتكييف والاثات والمكاتب والحاسبات …
3. وفي اماكن الدراسة تتوفر المباني الكبيرة اللائقة ، المزودة بالوسائل الحديثة ، والتكييف والقاعات ، والفصول …
4. وفي المواصلات ؛ ولله الحمد فالسيارات الجديدة الفاخرة المكيفة …
5. وفي مجال التسوق وشراء الحاجيات والاغراض ؛ فالأسواق والمولات والمحلات متوفرة وقريبة ومتكاملة ونظيفة وباردة ، هذا اذا اردت الذهاب ؛ والا فان التسوق اصبح اون لاين ، فتتسوق وانت جالس على الكنبة في بيتك من خلال الهاتف ..
6. وأيضا في كافة الخدمات الأخرى والكماليات ؛ فهناك يسر وراحة ؛ وتحصل على ما تريد بمنتهى السرعة …
7. ملاحظة : بالطبع هناك أناس كثير في مختلف البلدان ليس لديهم ما ذكرنا من وسائل الحياة المرفهة ، ولكن اغلبهم لديهم أجزاء من تلك الوسائل . ( ولا نعنيهم في الكلام ).
الهدف من هذا الموضوع
أولا / حمد الله حمدا كثيرا على تلك النعم والخيرات ، ووجوب شكرها ، فهي فضل من الله وحلال طيب .. وان تلك الوسائل الحديثة تطورت بمرور الزمن ، فكان لابد ان نأخذ بها ونستفيد منها.
ثانيا / لو رجعنا بالزمن قليلا الى زمن الاباء فقط لعرفنا مدى مشقة الصيام عليهم ، وشدة الجهد والتعب الذي كانوا يبذلونه في عملهم الزراعي او المهني ، (مع عدم توفر تلك الوسائل الحديثة لهم ) فسوف نجد فارقا كبيرا جدا ، فعلينا مضاعفة الحمد والشكر
ثالثا / الخلاصة من طرح هذا الموضوع هو :
1. وجوب حمد الله وشكره ؛ قولا وعملا ، دائما وابدا على هذه النعم والخيرات ،
2. يجب ان نعلم اننا نؤدي عبادة الصوم ، ليس كما كان يؤديها الاولون ، فنحن نؤديها تحت المكيف البارد وعلى الكرسي ؛ وفي السيارة الفارهة الباردة ، اما هم فكانوا تحت الشمس، ومشيا على الاقدام ؛ مع صعوبة الاعمال … فكان احدهم عند الإفطار يشرب لترين من الماء من شدة العطش ، ونحن قد لا نشتهي الماء عند الإفطار لعدم وجود العطش أصلا ؛ بسبب شدة برودة المكيفات ، او لعدم بذل جهد وحركة ..
3. اذن : مع صيام الرفاهية هذا ينبغي لنا ان نستفيد من هذه الرفاهية ونستغلها في:
- زيادة الطاعة ، واحسان العبادة ؛ فنحسن الصلاة ونخشع فيها ونتمم ركوعها وسجودها .
- ونكثر من قراءة القران فاقل شيء نقرأ جزئين (فقراءة الجزء تستغرق نصف ساعة ) .
- ونكثر من صلة الرحم فهي من افضل الاعمال على الاطلاق .
- ونسعى في اصلاح ذات البين والتوفيق بين الاهل والاصحاب.
- ونصلي التراويح فهي قيام رمضان الذي يغفر الذنوب .
وليس الهدف هنا ان نعيد ذكر اعمال رمضان ، كلا ! بل ننبه لفعلها والمحافظة عليها باتقان واحسان ، بدل اضاعة الوقت في النوم، والمسلسلات او الألعاب … بل علينا ان نستغل صوم الرفاهية هذا ؛ فيما يحبه الله ويرضاه ، ولكي نعوض اليسر والراحة في ذلك الصيام بأحسن الاقوال الاعمال .