الباحث الإسلامي : مهدي سعيد كريزم - السعودية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد
- ان جميع المنطلقات الايجابية من رمضان والصيام ؛ مردها الاساسي الى قوله تعالى ( ياأيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) فالهدف : تحقيق التقوى ، ولو عممنا مفهوم التقوى لشمل كل المفاهيم الدينية والدنيوية ، لان الاسلام دين ودنيا ، عبادة وعمل ، وهو علم ويدعو الى العلم والحركة والتطوير والبناء في كل شئ … فافهم المراد جيدا.
- اذا كان الصيام في اساسه امتناع عن الاكل والشرب ، والشهوات ، والكف عن المحرمات ، فهو ايضا امتناع عن الكسل والتقصير في واجبات الوظيفة ، وامتناع عن الاخلال بمصالح الناس …… فاترك العجز والوهن.
- في رمضان حث كبير ومباشر من نصوص الشريعة ، على اعمال الخير والبر والحركة والانتاج ؛ اكثر مما كانت عليه قبل رمضان ، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان في رمضان اجود من الريح المرسلة في الكرم والخير ومدارسة القران والتعليم … اذن هو شهر عمل وجهد وانتاج ، وليس شهر نوم وكسل واحباط !! فلا حجة للمتكاسلين المتخاذلين .
- في نصوص الدين من القران والسنة كم هائل من التحفيز والصبر والدعوة للعمل وضبط النفس والترتيب والتنظيم طوال العام ، بل وتزداد في رمضان والصيام ، … فاترك الوهم والانهزامية .
- استغل الوقت في الصيام ورتبه ونظمه وقسمه بين الدين والدنيا .
- خذ قدرا كافيا من النوم والراحة ، ولا تقلب الزمن ، واترك السهر فهو سبب الكسل .
- لا تنسى ان العمل عبادة في رمضان وغيره ، فمن يعمل ويتعب لاعالة نفسه واهله فله اجر عظيم .
- الصيام يغرس في الموظف الاخلاص ، ومكارم الاخلاق مما يسبب جودة العمل وزيادته .
- من عوائق السلوك الوظيفي للصائم : تلك الحالة النفسية المغروسة سلفا في تفكير الناس ؛ بان رمضان للراحة وينبغي تقليص ساعات العمل وكميته ، وخفض الجهد من اجل الصيام ! وهذا مفهوم خاطئ تماما ، وينبغي ان يزول ؛ لان ذلك يسبب التقصير في الاعمال وتعطيل مصالح الناس.
- والحاقا بالحالة النفسية السابقة ؛ فقد جعل بعض الموظفين رمضان وكأنه حالة من ( البطالة ) وهذا من اعجب العجب !! ونتج عنه سلبيات مرفوضة تماما : تاخر عن العمل ، كسل ، ضعف الانتاج ، عدم مبالاة في معاملات الناس ، ملل ، تململ ، مزاج عصبي … فيا ايها الكرام لماذا جعلتم من الصيام عدوا للعمل والانتاج والنشاط ، ساء ماتحكمون ، فراجعوا انفسكم وارجعوا للحق ؛ وهو عكس ما ظننتم .
- ومن السلبيات في ثقافة الصائم الوظيفية ، الانصراف المبكر ، وابتكار الاعذار الواهية او الكاذبة للخروج من الدوام ، واخذ الاجازات المرضية او الاضطرارية او تقديم الاجازة ، وفي الحقيقة لا مرض ولا اضطرار وانما هي اوهام وامراض فكرية ، فالى متى سنبفى هكذا .. فالرجوع للحق خير من التمادي في الباطل ، ولا مقارنة .
- الطرح كثير ، والملاحظات اكثر ؛ ولكن يبقى الكثير من الناس فيهم الخير والالتزام والانضباط .
- الحلول سهلة ميسورة ، واولها تذكر انك تحقق التقوى وتعبدالله ، ولك اجر عظيم في الالتزام ، ثم عليك ترتيب نفسك ونفسيتك ووقتك وكل ذلك ميسور .
- تعامل مع الوظيفة على انها واجب شرعي وامانة قبل ان تكون بنودا واحكاما رسمية
- صحح معلوماتك ؛ فليس السبب من الصيام ؛ بل منك ومن تفكيرك وممارساتك ؛ ومن عادات تحكمت ، ومن اعلام وبرامج زينت هذا وذاك …. فالمؤمن فطن ذكي.
- تذكر ولا تنسى ، ان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، واليد العليا خير من اليد السفلى .
اسأل الله ان يوفق الجميع لتحقيق التقوى والخير .