الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
لم ينتصر أحد على المسلمين من الأعداء على مر العصور بسبب كثرة العدة، والعتاد عند الأعداء، ولكن كان السبب الحقيقي للهزيمة هو مخالفة المُسلمين لتعاليم، وأوامر الله جل جلاله، والبُعد عن تطبيق شريعة الله ومنهاجهِ في الأرض؛ فالمعادلة الربانية واضحة، وتقول:” إن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم”، وذلك النصر يكون من خلال تطبيق شرع الله، واعداد العُدة، وعبر المزيد من بدل الجُهد، والاعداد التجهيز، والنصر ليس بالكثرة، والمال، والرجال، ورأينا ذلك يوم “حُنيَّنَ، وبالإيمانِ، والتقوي تتغلب الفئة المؤمنة، وإن كانت قليلة على الفئة الباغية قال تعالى:” وكم من فئةٍ قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، ولقد تعهد الله عز وجل بنصر عبادهِ المؤمنين قال تعالى:” وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”؛ وكذلك فإن النصر من الله، “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”، “وما النصرُ إلا من عندِ الله”، ومن خلال إقامة شرع الله في الأرض، وبالعدل ينتصر المسلمون علي الفئة الباغية الكافرة؛ ومن المَعلوم أن أغلب اليهود قد طغوا في البلاد، وحاذوا، وظَّلَّوا عن الصواب، وذلك حينما عبدوا العجل، وحينما أساؤوا الأدب مع الأنبياء، وحتي مع الله عز وجل ” واستمر بغيهُم بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام، وافتعلوا الأفاعيل، والأباطيل، كما عَبَدَت طائفةٌ منهم الأوثان!!؛؛ ولقد أرسلَ الله جل جلاله لهم كثيراً من الأنبياء ولكنهم تمادَوا في طُغيانهم فقتلوا الأنبياءَ، والمرسلين، والصالحين، وعاثوا في الأرض فسادَاً، فسَلَّط اللهُ عليهم أعداءَهم، فقتلوا منهم أعداداً كبيرة وأسروا منهمْ خلقاً كثيراً، وظلّوا على هذه الحال حتى ذهبَ المُلْكُ من أيديهم وتسلّطَ عليهم العمالقة الجبارين بقيادة الملك الجبَار جالوت، وحينئذٍ خشي بني اسرائيل من ضياع المُلكِ منهم فذهبُوا إلى نبيِّهم الصالح يقال اسمه “شمويل بن بالي”، وفي بعض الروايات اسمه شمعون لأن أمه دعت الله أن يرزقها غلامًا فقالت “شمعون” بمعني: “سمع دعائي”، وهُوَ النبيُّ الوحيدُ الذي سَلِمَ مِنْ بطشهمْ، وطلبوا منه أنْ يعيِّن عليهمْ مَلكاً؛ حتَّى يقومَ بتنظيمِ صفوفهمْ لمقاومةِ جالوتَ وجنودِهِ، قال تعالى:” ألم تر إلى الملإ من بعد موسي إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله….الآيات”، فاختارَ لهمْ عن علمٍ، وبصيرة “طالوت”، وكان أحسنهُم، فهو رجل أعطاه الله القوة والعلمَ، والحكمةَ، وأمرهم بطاعته، ولكنهم لم يرضَوا به وطلبُوا منهُ أنْ يغيِّره، لأن طالوت فقير لا مال عندهُ ولا ذهب ولا فضة فكيف يكون ملكاً عليهم؟!! وقالوا نحن لا نحب الفقراء وأحق بالملك منهُ!؛ فلم يقبل نبيهُم ضلالهم وأخبرهم أن الله سبحانه وتعالى هوَ الذي أوحى له بذلكَ واصطفاه عليهم، وبعد جدالٍ طويلٍ معهم، وكعادتهم المراوغة، وكثرة الجدال، رضَوا به كارهينَ، وهذا هو دأبهم مع جميع أنبيائهم، فقد فعلوا مع موسى عليه السلام أكثر من ذلك، وقصة البقرة ليست عنكمُ ببعيد!!، وصبرَ علي غيهِم طالوت، وأعدَّ جيشاً منهم لملاقاةِ جالوتَ وجنوده وسارَ بهم، وكانوا كثيري العدد والعُدَّة وبعد أيام من السير مرّوا على نهرٍ فكان الاختبار الرباني لهم قال تعالى: {إن الله مبتلييكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ولم لم يطعم فإنه مني….}، وهنا خالفوا أوامر طالوت التي هي من عند الله جل جلاله، وتقدَّموا نحو النهرِ وشربوا منهُ شرباً روَّى ظمأهمْ، وبقيت فئة قليلة معه اغترفوا غرفة من الماء للشرب كما أمرهم نبيهم، عند ذلك أمرَ طالوتُ هذهِ الفئةَ الكبيرةَ العاصية بالرجوعِ من حيث أتتْ، أما الفئة القليلة التي أطاعت أمرهُ فقد أعْجبَ بها، واشتد إعجابه بمجموعةِ من الإخوةِ كانوا من أسرة واحدة بلغَ عددُهم أربعةَ عشرَ رجلاً، وكم كان إعجابه بأصغرهم وعرف أن اسمهُ “داوود”، والذي لم يكنْ قدْ بلغَ الثلاثة عشرَ عاماً فأثنى عليه وطلب منهُ أن يتقدمَ الصفوف إذ أنه كان يوم انطلق الجيش في مؤخرته يسقي الجندَ الماءَ ويحرسُ متاعَهمْ، ولما رأى ما يسرهُ من شجاعته وإقدامهِ أمره أن يكون في حاشيته، وسارَ طالوتُ مَع جنودِهِ المؤمنين لملاقاة عدوِ اللهِ العملاق جالوتَ،، ولما تلاقي الجمعان بعدَ عدةِ أيامٍ وقت الُضحى لاحَ في الأفقِ جيشٌ عرمرمٌ، لهُ أولٌ وليسَ لهُ آخر، وبانت الآلافُ المؤلفةُ من الجنودِ، وتقدمت العرباتُ الكثيرةُ، وكان الموكب والمشهدُ رهيب حيثُ برز في مقدِّمتهم العملاق الكافر “جالوت”، في كامل زينته، وقوتهِ وقادة جُندهِ من المقاتلين الأقوياء الأشداء، واقترب الجيشان منْ سهل كبير فبدا جيشُ طالوتَ أمام جيش جالوتَ كالطفل الصغير أمام العملاق العظيم!!؛ وأخذ جيش جالوت يهدرُ ويرعدُ ويزمجر، وعندها حدث انقسام جديد في جيش طالوت، فلقد ارتعد البعض خوفاً من هذا العدد الضخم الذي لم يروا مثله وقد خافوا على أنفسهم وذهبوا إلى طالوت راجين منه الاستسلام والابتعاد عن جالوت وجنوده وكانت تلك الخيانة، والجُبن في أحلك الظُروف!؛ وقالوا له: {لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده}، ولا نستطيع محاربة جالوت وجيشه الجرّار الذي لا يُقهر؛ وحينئذٍ رجعَ المُرجفونَ والخائفونَ مُؤْثرينَ السلامةَ على أنفسهم، عندها لم يتبقى مع إلا ثُلة من المُخلصين الموحدين، وعددهم أقل القليل، ويقال أن ما تبقي كان عددهم مثل عدد الصحابة الكرام في معركة بدر تقريبًا 314 صحابيًا، وهذه الفئة المؤمنة الصابرة التي لا تعرف الخوفَ أبداً، صبرت واحتسبت الأجرَ من اللهِ سبحانه، ودعوا الله وسألوهُ أن يُثبّتهم وينصرهُم على أعدائِهم وقالوا: {ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا }، وهنا نظرَ الكافر العملاق الجبار جالوتُ لجيش طالوت الصغير مستهزئاً، وقد أخذتُهُ العِزة بالإثِم، فقال: “لم أدرِ أنَّ عددكُم قليلٌ جداً!! ألهذا العددِ أخرجُ؟ لوْ أني عَرَفْتُ عَدَدكُم لَما خرجتُ للقائكم”!!، وصَرَخَ مرةً ثانية: مَنْ يُبارز؟ هلْ تبارزني يا طالوت؟ أو تُرسِلَ لي من يُبارزني؟ لنْ أنتظرَ طويلاً.. هلْ منْ مُبارزٍ؟ هلْ منْ مُبارزٍ؟؟ وأمامَ هذا الصوتِ المُرعِبِ سادَ صمتٌ رهيبٌ.. من سيخرجُ ويَتَحدّى هذا القائدَ الجبّارَ؟ مَنْ لهُ إلا مَنْ هوَ أشدُّ منهُ قوةً وبأساً؟!! فلَمْ يصبرِ الفتى داوودُ والذي صار بعد ذلك نفسهُ نبي الله داود عليه السلام، فاستأذن داوود طالوت للخروج لمبارزة المغرورِ جالوتَ، وتردد جالوت بالموافقة، وقال له أخاف عليك منهُ، فقال داوود، لطالوت، إني لا أخافُ إلا الله سبحانه وتعالى، والله سَيَنصرني عليهِ… أرسلْني إليهِ، ولنْ أحتاجَ إلى سيفٍ أو درعٍ أو رمحٍ، سَأقتلهُ بمقلاعي هذا!!!، وما أن وصلَ البطلُ الصغيرُ داوود إلى ساحة المبارزة… حتى قال له الكافر الفاجر جالوت: “أغلام صغير يقاتل العملاق جالوت”!!..أينَ سيفكَ؟.. أين درعكَ؟!!! فقال له داوود أعلم انك قائدُ هذا الجيشِ العملاقِ!؛ وأعرفُ أنَّكَ كافرٌ بالله، ومجرمٌ ولم ترعَ حرمةً لأحدٍ ولم يَسْلَمْ أحدٌ من شَرِّكَ في هذهِ البلادِ المباركةِ، لقد أرعبتَ الناسَ وقتلتَ الصالحين وسجنتَ الأبرياء، وقطعتَ الأشجار وهدمتَ المنازلَ وحرقتَ المزارع والبساتينَ، ” وهذا بالضبط هُو نفس ما يفعله عصابات المستوطنين الصهاينة اليوم في فلسطين، وخاصة في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس من فساد وإفساد وقتل، وتهويد القدس”!!؛ قال داوود إن هذا الحجر الذي لم يعجبك سيضع حداً لجبروتكَ ولبطشكَ!؛ ثم رد العملاق الكافر جالوت لداوود: “اذهبْ وأحضر مَنْ هُوَ أكبرُ منك، فمن أنت حتي أبارزُ غلاماً صغيراً؟. وتقدم العملاق الفاجر جالوت خطواتٍ وهو يقهقهُ ساخراً، وتقدّمَ داوود وتناولَ حجراً من جعبته ووضعَهُ في مقلاعهِ، والجيشان يرقبان هذا الموقفَ الرهيب، فجأةً توقفَ داوود وأخذَ يُلوِّح بمقلاعِهِ في الهواء وقدَّمَ رِجلَه اليُسرى وصَوَّبَ نظرهُ على رأسِ جالوت، وحبس داوود أنفاسه، وبسرعةِ البرقِ أفلتَ أحدَ طرفي المقلاع وقال: بسم الله انطلق وبسم الله اقتل هذا المجرم الشرير الكافر…، وما هيَ إلا لحظات حتى نَفَرَ الدَّمُ من رأسِ جالوتَ، عندها تناولَ البطل داوود عليه السلام حجراً ثانياً وثالثاً، ورماهما على رأسه، ولم يزد على ذلكَ، لأن العملاقَ الجبارَ الذي كان يتوعدُ ويرعدُ قبل لحظات خرَّ صريعاً لا حراكَ فيه؛ فلم يصدّقِ الجيشانِ ما حلَّ بجالوت”… وما فعله الغلام المؤمن بهِ،، أيعقلُ أنْ يقتل داوودُ الصغير، جالوتَ العملاق؟!؛ قال تعالى: “وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ”، وهنا صاحَ، وكَبَرً المؤمنونَ مِنْ جيشِ طالوت: اللهُ أكبر اللهُ أكبر، أما جيش جالوت فأخذتهم الرهبة، والخوف والصاعقة وهم ينظرون ما حَلَّ بقائدهم، فَوَلوّا الأدبارَ هاربين، وتبعتهم حجارةُ داوود والمؤمنين التي نزلت عليهم كالصاعقة كأنها من سجّيل،، فكتبَ الله النصرَ للفئة القليلة المستضعفة من المؤمنينَ الصابرينَ رغم قِلة عددهم، وعتادهم، وهُزِمَ الجيشُ الجبار العملاق القويُّ المغرورُ المُدجَّجُ بالسلاحِ وبالعتادِ!!!، ورجعَ داوودُ وطالوتُ والجنودُ فرحينَ بهذا النصر العظيم وازداد حُبُّ طالوتَ لداوود فعينهُ قائداً على الجيشِ، وازداد حُبَّ الناسُ لداوود لإيمانِهِ ولقوتِهِ ولعدلِهِ وتواضعهِ، فقد كان نبي الله داوود يزرعُ ويفلحُ، ويأكلُ من عملِ يدِهِ، كما كانَ يكرهُ التكبّر والغرور، ويقوم أكثرَ الليلِ صلاةً ودعاءً، كما كانَ يصومُ يوماً ويُفطرُ يوماً، وقد أكرم الله جل جلاله عبدَهُ داوودَ فاختارهُ بعد فترة رسولاً نبياً، حكمَ بالعدلِ بين الناسِ فسادَ الحقَّ بينهم بعد أن ارتاحوا من شرِّ جالوتَ وجنودِهِ، ومنذ ذلك اليوم غدا مقلاعُ داوود سلاحاً فعّالاً ضدَّ جيوش الكفر والطغيان والمستكبرين في الأرض أعداء الله، والناسِ أجمعين؛ وبين ذكريات ذلك الماضي التليد، مع النبي سيدنا داوود النبي عليه السلام، حينما كان بنو اسرائيل علي الحق انتصروا، وأما اليوم، يأتي لنا الحاضر المجيد، واليهود الغاصبين على الباطل، وأهلٌ للباطل، والفساد، وأصبحوا صناديد الكفر مثل فرعون، وهامان، وجالوت، وهتلر، نازيين جدد يمارسون القتل، والمجازر، والارهاب والتنكيل، والتعذيب والطرد، والابعاد والقهر والازلال كقوة احتلال غاشم ضد أبناء الشعب الفلسطيني اليوم؛ ويحاربون الشعب الفلسطيني المجاهد، ومقاومتهُ رغم قلة العُدة والعتاد والرجال، من الُمستضعفين في الأرض، والمحاصرين منذ عقد ونيف من الزمن، وقد أغلقت عليهم في غزة الحدود، والسدود، وحاصرهم بعض العرب، واليهود برًا وبحرًا، وجوًا، وأطبقوا الخناق عليهم بالحصار الظالم، وتعرض القطاع لأربع اعتداءات من الأعداء الأذلاءِ الألذاء كالداء!؛ ولكن ذلك لم يفت من عضدهم وواصلوا الليل مع النهار، وغاصوا في أعماق البحار، ونزلوا تحت طبقات التراب، وصنعوا من مواسير الماء صواريخ، ورغم قوة الحصار الغاشم، واقتراب الشعب بغزة من خط الفقر، والانصهار، كان الاصرار على الانتصار، وتواصلوا مع كل الأحرار، بكافة أصقاع الأرض، من الولايات المتحدة إلى مصر، والجزائر وتركيا، وقطر، وتونس، وأخواتها، وصنعوا الطائرات المُسيرة، ” الزواوي”، وصاروخ “عياش”، وطوروا بقيادة الشهيد القائد العالم الأستاذ الدكتور المهندس/ “جمال الزبدة” رحمه الله ورفاقهِ، صواريخ المقاومة، والتي صلت مداها 250 كليلو متر، لتُحلق فوق كل فلسطين المحتلة عام 1948م، ولتُصبح قوية مُدوية في قوة الانفجار، وحجم النار، ولتطير كالطير الأبابيل، وتنهمر على العدو كحجارةٍ من سجيل؛؛؛ فما أشبه الماضي بالحاضر؛ واليوم بالأمس، حينما تقوم فئة قليلة للجهاد، والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وأهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المهددين بالطرد من بيوتهم، وتنتهك الحرمات في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويتمادى عصابة جيش جالوت الكافر نتنياهو هذا العصر، ويكثر في الأقصى الفساد، والإبعاد، والقتل والارهاب!؛ في ظل تطبيع عربي مُخزي، ونوم الجيوش العربية، والإسلامية في سُبات عميق، والطائرات العربية في مرابضها نائمة، ولما تفيق تخرج فقط للطلعات الاستعراضية!؛ ولما نادت الأقصى: ” يا خيل الله اركبي”، انتفض الثوار الفدائيين المجاهدين الأبطال المقاومين، ويعلن القائد الفلسطيني المجاهد الكبير “محمد الضيف”، أبو خالد، وأقصاه، فَحَق الجهادُ، وحق الَفَدى، ونصرة للقدس التي هي جزء أصيل من العقيدة، فتقوم المقاومة ملبية النداء فورًا فتدك حصون العدو، واستطاعوا خرق، وحرق القبة الكرتونية ” الحديدية”، ,أصبحت صواريخ المقاومة المصنوعة محلياً بالأيادي المتوضئة، تسقط على رؤوس المفسدين من اليهود الكافرين المتكبرين المتجبرين كَزخاتِ المطر المُنهمر، وانطلقت مئات الصواريخ يوم عيدة الفطر كأنها تكبر في عنان السماء، تلك الصواريخ التي نزلت بردًا وسلامًا على قلوب أهل القدس المضطهدين المظلومين المرابطين في المسجد الأقصى المبارك؛ ونزلت نارًا تحرق الأعداء المجرمين فنزلوا في جحورهم بالملايين كالجرذان يختبئون!؛ وجاء اليوم الذي نغزوهم فيه، ولا يغزونا، وانتفض، وهَب الفلسطينيين الميامين الأشاوس في أراضينا المحتلة عام 1948، وفي الضفة، والقدس، وانتفض العالم، لأجل القدس، وخرجت المسيرات في كل بقاع الأرض، وفي كُلِ حدبٍ، وصوب نصرة لفلسطين، وقُدرت خسائر العدو المادية كل ثلاثة أيام من العدوان بمليار دولار أمريكي، وقد استمر العدوان احدي عشر يومًا، وارتقي من فلسطين كوكبة من الشهداء الأبرار ليكون عيدهم عند ربهم في علياء السماء، وصمد المقاومين الأبطال، وتحدوا بطش طائرات العدو المجرم، وصواريخ طائراتهم المُجنحَة السامة المُحرمة دوليًا!؛ ورد المجاهدون بقصف مطارات العدو، وبعض الأماكن الحيوية الاستراتيجية كمصفاة النفط، والغاز، ووصلت صواريخ المقاومة كل فلسطين، وزينت ظلمة الليل البهيمِ الأَنيَلِ، فكانت كأنها تكبيرات العيد الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله، وبحمده بُكرةً، وأصيلاَ، الحمد لله الذي أعز جنده، ونصر عباده المؤمنين، وهزم الكافرين من عصابات اليهود المستوطنين المجرمين المعتدين!؛؛ وقد تكون تلك المعركة “سيف القدس”، هي بداية النهاية، والمسمار في نعش نهاية هذا الكيان الصهيوني الغاصب الهش كالعُشِ، والقَشَ؛ إن اليهود قد عاثوا في فلسطين والقدس، وغزة والضفة، وأراضينا المحتلة عام النكبة فسادًا، واستوحشوا كالحمير الوحشية، تارةً يقتلون، وتارةً أخري يشردون أبناء الشعب الفلسطيني من قُراهُم، ويخرجونهم من بيوتهم في الأقصى، وفي حي الشيخ جراح، وحي سوان بمدينة القدس المحتلة بوحشية!؛ فمنذ أكثر من 74 عامًا والمجازر، والجرائم الصهيونية مستمرة على مرأي ومسمع العالم!؛ ومن غير توقف، ضاربين بعرض الحائط كل القرارات، والقوانين الدولية!؛ ولذلك قد جاء اليوم الذي يتألمون فيه كما يتألم الشعب الفلسطيني؛ وُيولولون، ويُهرُوِّلُون سعياً وراء التهدئة!؛ ولقد أزف وقت زوال كيانهم المزعوم وما هي إلا سنوات قليلة قادمة، وسنصلي إن شاء الله في المسجد الأقصى المبارك مًحرراً بالسواعد المتوضئة، وسيأتي يوم قريب غير بعيد ينطق فيه الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال واقتله واقترب الوقت الذي سنقاتل فيه اليهود نحن شرقي النهر، وهم غربية، ومقبرتهم فلسطين قال تعالى: “فإذا جاء وعد الأخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا” وإن ساعة التحرير، والنصر قد اقتربت، بل هي كلمحٍ بالبصر أو هي أقرب، ” يرونه بعيدًا ونراه قريبًا وإننا لصادقون”، ولكن علينا أن نعد العدة للمعركة الفاصلة الحاسمة، وهي معركة عقيدة مع الغاصبين، وليست قضية فقط، لأن الأقصى عقيدة، ومكانها وعظمتها مثل مكة المكرمة، ولذلك علينا الاستعداد، وشحذ الهمم لمرحلة ما بعد النصر والتحرير، وحسن إدارة المعركة، وجمع المعلومات، وبعد النصر نقوم بتسليم مقدرات فلسطين المنهوبة لمستحقيها من اللاجئين الذين هُجِّروا، وأخُرجوا من قراهم وديارهم المحتلة عام 1948م من غير حق، بفعل المجازر الصهيونية؛ وبعد العودة لفلسطين التاريخية، والتحرير الكامل لكل القري التي هُجرنا منها قسرًا، يبدأ العمل على إعادة بناء الإنسان في الوطن، وحسن إدارة الوطن إدارة جيدة، وحكيمة بعد التحرير، والنصر، والحكم بالعدل، والمساواة، واستغلال موارد فسطين المعدنية، والطبيعية من الغاز الخ، لأن ما تملكه فلسطين من موقع جغرافي استراتيجي متميز، وما تملكه من امكانيات سياحية، ودينية ومواقع متميزة، تؤهل فلسطين لتكون أجمل دولة في الكون، ولتكون مدينة القُدس قبلة العالم، المدينة الجميلة الجليلة العظيمة، القدس أجمل، وأَجَلَ عاصمة بين عواصم الكُون، وتبقي فلسطين سَيدةُ الأرض.
الباحث، والكاتب الصحفي، والمفكر العربي الإسلامي، والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الأستاذ، والمحاضر الجامعي غير المتفرغ/ غزة ـــــــ فلسطين
رئيس الاتحاد العام للمثقفين، والأدباء العرب بفلسطين