الاحتلال والسلام ومعادلة الشرق الأوسط الجديد.. بقلم/ سري القدوة

 


سياسة حكومة الاحتلال التي تحاول من خلالها القفز عن استحقاقات السلام وتجاهل كل ما يجري في الأرض المحتلة وطرحها لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية واستمرار عملياتها القمعية وتجاهلها لكل الحقوق الفلسطينية هي محاولات عابرة ولن ولم تمر ولا يمكن أن تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط وستبوء بالفشل  وما يجري من محاولات شراكة تقوم بها حكومة الاحتلال مع بعض الأطراف في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحقق لها الاستقرار دون البحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية وسيكون مصيرها الفشل ولا يمكن ان تمر على الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل استرداد حقوقه التاريخية المغتصبة .

 

سياسة دولة الاحتلال تهدف تجاهل متطلبات الواقع الفلسطيني والظروف الخاصة التي تمر بها القضية الفلسطينية كونها تسعى إلى تحقيق الشراكة على حساب القضية الفلسطينية وتبحث عن مصالحها وتحالفاتها بالمنطقة وتتعامل كجسم طبيعي قائم دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه وإقامة دولته وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية كون أن سياسة الاحتلال تحول دون تحقيق التضامن العربي والدولي وإيجاد حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعيق أي تقدم او إيجاد آفاق للعلاقات الإستراتيجية مع مختلف الدول بشكل متوازي ومستقر كون بقاء الاحتلال الإسرائيلي بشكله الحالي يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها وما تمارسه حكومة الاحتلال ما هو إلا تهرب من استحقاقات عملية السلام واستمرارها في خداع العالم عبر طرح مشاريع وهمية لا يمكن تحقيقها وتتناقض أساسا مع قرارات المجتمع الدولي التي تؤكد على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

وما من شك أن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً ووفق قرارات الشرعية الدولية هو المفتاح لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة ودون ذلك فان النتيجة إطالة أمد الصراع وخلق المزيد من التوترات والانفجار وسوف تؤدي بالنهاية إلى حرب دينية لا يمكن السيطرة عليها ولا يمكن للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية تحديدا استمرار تجاهلهما حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار تعاطيهما مع مواقف وسياسة رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينت واليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعرقل ويمنع نجاح أي جهود دولية حقيقية مبذولة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع .

 

وطالما عكست سياسة حكومة الاحتلال وتحالفها العنصري تلك الأفكار القائمة على تدمير عملية السلام والبحث فقط عن مخارج لأزماتها السياسة وعدم خوضها في التعامل مع الشريك الفلسطيني في عملية السلام واستمرار تجاهلها الواقع الفلسطيني بل تفرض سياسة الحصار على منظمة التحرير الفلسطينية ولا تعترف بأي حقوق فلسطينية حيث يكرس نفتالي بينت جهود حكومته على جملة من المواقف المتطرفة الرافضة لوجود عملية سياسية مع الشعب الفلسطيني مستخفا في الموقف الدولي وغير مبالي بحقوق الشعب الفلسطيني الحياتية والسياسية ومتجاهلا كل الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحياء عملية السلام والعودة للتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقاً لمرجعيات السلام الدولية وفي مقدمتها مبدأي الأرض مقابل السلام وحل الدولتين .

 

وما تسعى إليه حكومة التطرف الإسرائيلي وبحثها عن إقامة علاقات جديدة في منطقة الشرق الأوسط من خلال ما يتم طرحه أصبح واضحا ويشكل عقبة حقيقية أمام أي تقدم لعملية السلام في ظل الاستمرار بابتلاع وضم المزيد من الارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها مما يعنى منع قيام الدولة الفلسطينية وتجسيد الاستقلال وتقرير المصير الفلسطيني .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

السبت  18 حزيران / يونيو 2022.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-