بايدن في الشرق الأوسط.. وماذا بعد؟.. د/ محمد إبراهيم المدهون

 


زيارة بايدن اليوم للشرق الأوسط تحمل الكثير من الدلالات والتوقعات الهامة سواء من حيث المكان أو التوقيت أو الموقف أو خط السير وبعيدا عن الأغراق في الحديث عن الزيارة التي أُشبعت كتابةً وتحليلاً و كنت قد كتبت مقالة من قبل تولي بايدن حول سياسته المتوقعة في القضية الفلسطينية بمكن الرجوع إليه.


 ومن يومها دماء كثير سُكبت ولعل سيف القدس كانت محطة حاسمة ودولياً الخرب في أوكرانيا وصراع المحاور على أشده يحمل الكثير من المعطيات والاحتمالات والتوقعات.  


‏المآلات المتوقعة من الزيارة وفقا طموح بايدن وفريق الغرب الصهيوني و التوقعات من هذه الزيارة. 


فعلى صعيد القضية الفلسطينية ‏فإن بايدن ‏يختصر حضوره إلى بيت لحم وليس في رام الله ولدقائق قليلة يبدو انه متشوق للصلاة وليس لفعل شيء للقضية الفلسطينية التي تبدو هامشية في سياسته ولا قيمة لها بعد سقوط أصحاب القرار فيها في حمأة رذيلة أوسلو وتنسيقه الأمني ‏وسقف التوقعات لقاء بروتوكولي إن استطاع ‏يعقده بين عباس ولبيد. ‏اما وعوده السرابية في حدها الأدنى بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير وفتح قنصلية في القدس الشرقية تبدو في ظل الحالة الفلسطينية والإقليمية بعيدة المنال مع تأكيده على إبقاء شعرة أوسلو التي يبدو أنه لن يدل على موتها إلا دابة الأرض تأكل سدنتها.


 أما الدلوعة (إسرائيل) فهي في القلب وانتخاباتها الداخلية فضلا عن انتخابات الكونجرس مدعومة من بايدن لصالح عدم عودة #نتنياهو.

 

بل أن جوهر الزيارة محاولة تتويج (إسرائيل) راس  محور  شرق أوسطي بحلف صاروخي يحمي الشرق الأوسط من وهم عدو (إيران).


 وهذا يوفر حماية لظهر أمريكا في منطقة الشرق الأوسط فائقة الأهمية الاستراتيجية حتى لا تترك فراغاً بعدها في ظل سياسة متنامية للتفرغ للتنين الصيني أو محاولة مواجهة تصاعد خطورة تشكل  حلف بني الأصفر في باجتماع يقترب من زيارة بايدن في التوقيت في (إيران) ويختلف في الرؤوس حيث #بوتين رأس حربة في مواجهة #بايدن ولن يطول الوقت حتى ‏تنتج محاور تنذر ‏بانتهاء مرحلة وحيد القرن لصالح ثنائية القطبية ليس على مستوى الدولة وحسب بل على محاور وتكتلات ضخمة قد تجرها (إسرائيل) المولعة بوقد نار للحرب والفتنة، والفرصة مهيأة في أجواء التسخين بقصف المفاعل النووي الايراني لتعلن استكمال حلقات النار في حرب ‏عالمية ثالثة طاحنة لا تبقي ولا تذر وقودها منطقة الشرق الاوسط. 


‏الزيارة ليست بعيدة عن صراع الطاقة وربما غاز المتوسط ما سيشعل المنطقة حيث (إسرائيل) عينها على اللي في الجراب وترى أنها قادرة على قيادة التعويض لأوروبا عن الغاز الروسي عبر سرقة أو بالاتفاق لغاز ‏الساحل الشرقي المتوسط وقد يكون ذلك القشة الذي تقسيم ظهر البعير فتوقد شرارة الحرب مع لبنان مما يستدعي المحاور سالفة الذكر ولله في خلقه شؤون. 


‏وليس بعيدا عن سيادة ( #إسرائيل ) فإن #بايدن و التقديرات ترى أن الشرق الأوسط يفتقد الاب والراعي والقائد والزيارة يسعى بايدن فيها إلى إعلان ( إسرائيل) ملك متوج على قيادة المنطقة حتى لو كان أباً غير شرعياً  فإن الإسناد الأمريكي يمنحه الفرصة كما يتوهمون. 


‏وخط سيارة الزيارة من تل أبيب إلى جدة جزء من رسم هذه الخريطة التي تعاني مخاض عسير وولادة قيصرية. وهشاشة (إسرائيل) وفريق التطبيع الذي. يقف على شفا جرف هار تؤذن بموت أب غير شرعي قبل أن يتشكل جنيناً فضلا عن سقوط هيبة أمريكا و التي تجعل من هذا الجنين حتى لو ولد سيكون حتماً ميتاً. 


‏الموت الحتمي يحمل معه فريق #التطبيع الذين لن تمنحهم الرمزية الدينية للأماكن المقدسة براءة رجس  التطبيع بل أن مكة والمدينة ستضيف عليهم رجساً على رجس "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء".


‏والتذاكي بالتمهيد ذلك بأن (إسرائيل)حليف محتمل أن يحمى من السقوط الكبير وقريباً سنرى ملوكا يبكون كالنساء ملكاً لم يحافظوا عليه كالرجال. 


‏بايدن في المنطقة لا يعني أن كلمة أمريكا هي العليا بل إنها إنقاذ ما يمكن انقاذه ومحاولة التدثر بوهم عدو مشترك وحلف صاروخي وتطبيع آسن وتنكر للشعب الفلسطيني وفراغ كبير ستتركه أمريكا لصالح إسرائيل وحين لا تستطيع امريما حماية مصالحها لن تلتفت إلى ربيبيتها وستصبح (إسرائيل) قشة في عين العاصفة.

 

ثم جئت على قدر يا بايدن متزامناً مع ارهاصات وعد يقترب  

والله غالب على أمره

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-