بعد عام النكبة ١٩٤٨م وتشتت الفلسطيني فى مخيمات اللجوء، أصبح لا خيار آخر أمامهم، إما أن يصنعون الفرح بكل ما أوتوا من قوة، أو أن يستسلموا للقهر والحزن ، وهذا ما يريده الاحتلال، وكان من المستحيل أن يجعل الفلسطيني الاحتلال ينال مراده، لذا حاول سكان المخيم خلق جو روحاني مبهج أثناء أشهر رمضان وذي الحجة وعيدي الفطر والأضحى ، برغم بعدهم عن وطنهم.
وفي سبيل تحقيق الفرحة حاول بعض اللاجئين أن ينقلوا بعض من عادات مدنهم وقراهم إلى مخيماتهم الجديدة، ونستذكر ماقام به رجال مخيم البريج، حين كانوا يتوجهون إلى مناطق شرق المخيم الحرجية ، ويقطعون أفرع من أشجار السرو ، وبعد ذلك تم شراء الخشب من المرحوم الحاج ( عبداللطيف عبد الجواد) المشهور ب ابو ياسين الحطاب وهو من لاجئي قرية السوافير ، وكان يساعده الحطاب عبد الحليم شاهين من لاجئي قرية القبيبة، لتسخيرها فى عمل الأراجيح كمصدر رزق اولا ، وإسعاد أطفال المخيم ثانيا ..
تطورت المراجيح فى الستينات وزاد الإقبال عليها ، كانت أجرة الأرجوحة حسب عدد الأشواط كل ١٠ أشواط بشلن واحد ، وصاحب الحظ الأوفر من يدفع البريزة ، أما المعدمين كنا نراهم يقدمون الخبز أو ماوجد في بيتوهم بحثا عن المرح والسعادة ، رغم قسوة الحياة في المخيم ..
اول من أنشأ المراجيح فى البريج هو المرحوم( خليل الجخلب ) وهو من لاجئي مدينة يافا،ومن جمال المشاهد فنون الترويج والدعاية البسيطة للأراجيح ، حين كان صاحب الأرجوحة يصدح بصوت عالي ( مراجيح العيد ياولد ، تعال وشوف ياولد) ، وبعد انتهاء الأشواط كان صاحب المرجيحة يردد (
شوط القملة والبرغوت ، والي ماينزل أمه تموت..