مستشارة اليونسكو غادة عواضة: ينبغي التفكير العميق في جعل الإعلام بمستوى المستجدات المتلاحقة

 

 


أجرت اللقاء/ زينب أحمد

قالت البروفسورة غادة عواضة أنها تتوقع من مؤتمر "الإعلام الجديد ودوره في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية" المرتقب في المملكة المغربية في أغسطس/آب أن يعد الطلاب مهنيا وفنيا لتصميم وتنفيذ وتخطيط جميع العمليات الإعلامية المتصلة بتخصص الإعلام الرقمي ومشاركتهم في تأهيل مجتمعاتهم من خلال نشر الأفكار الايجابية واستخدام الإعلام لغايات التطوير والنقد البناء.

 

والدكتورة غادة عواضة، هي مستشارة رئيس الوزراء اللبناني السابق، ومستشارة اليونسكو حاليا، ومديرة أكاديمية جلوريا، حيث أكدت في حوار خاص، إمكانية ترجمة نتائج المؤتمر على أرض الواقع من خلال إعداد برامج ودورات تأهيل تمكن الكادر الشبابي من التعرف إلى الإعلام الرقمي الجديد بكل حيثياته وفوائده في تطوير المنطقة العربية وجعلها ضمن مصاف الدول المتقدمة انطلاقا من اندماج تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والخوض في ميدان الصحافة الرقمية والترويج والتسويق الإذاعي التلفزيوني الرقمي.

 

وللدكتورة عواضة، 93 بحثاً منشورين في مجلات علمية بينها أبحاث تتعلق بالذكاء الصناعي وإدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج المدرسية والجامعية، وحازت جوائز عدة، أبرزها جائزة التميز والتقدير من مركز البحوث في الجامعة الأمريكية ببيروت.

 

د. عواضة أجابت في الحوار التالي على أسئلة مهمة ومحورية حول الإعلام الجديد ودوره في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المجتمعات العربية، وما المطلوب لترجمة نتائج وتوصيات المؤتمرات العليا على أرض الواقع، وقدمت مقاربات إعلامية وسياسية مهمة، نتناولها في الحوار التالي

 

1-         ما أهمية المؤتمر العلمي بشأن الإعلام الجديد والأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية؟

 

** تكمن أهميّة المؤتمر العلمي في إلقاء الضوء على دور الإعلام الجديد وإسهامه في تفعيل الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية لِما للإعلام أهمية مُثلى في تعزيز وتوفير الأمن للمواطنين اجتماعيًا كان أو اقتصاديًا لكي يحيا حياة مستقرةً ويتعزز شعوره بالمواطنية والانتماء والعدالة الاجتماعية. وفي ظلّ التطور السريع للتكنولوجيا والاتصال، ومُذ أن أصبح الإعلام شريكًا حقيقيًا لمؤسسات الدولة والمواطن على السواء، ومُذ باتت وسائل الإعلام والصحافة تشكّل جزءًا رئيسا في حياة الناس، فالفرد بات يعتمد على هذه الوسائل الإعلامية لإيصال صوته وحلّ قضاياه، وإنتاج الوعي ونشر الثقافة الاقتصادية وتلقّف القوانين والتشريعات ومواكبة تكنولوجيا المعلومات.خير وسيلة لنشر أية معلومة علمية هي عبر الأعلام المرئي والمسموع والمكتوب. فالمؤتمرات العلمية تساهم في تحفيز الإعلاميين للتواصل فيما بينهم على الصعيدين المحلي والعالمي

 

2-         ما المطلوب لترجمة مخرجات المؤتمر في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية في البيئة العربية؟

 

** لتعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية يجب أن تكون نتائج المؤتمر إيجابية تنسجم مع البيئة العربية أولا؛ وأن لا تنحدر إلى ما دون المجتمعات الغربية المتحضرة.إنّ أبرز الأمور المطلوبة لترجمة مخرجات المؤتمر في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية في البيئة العربية تتجلى من خلال: وضع خطط إستراتيجية تعزّز الأمن في المجتمع وتنميّ طاقاته الإعلامية البشريّة والمادية؛ فضلا عن مشاركة الناس في ندوات علميّة وحلقات تثقيفيّة وحوالاات ونقاشات وورش عمل تعرّف الناس واجباتهم تجاه مجتمعهم ودولتهم وحقوقهم المدنية والمادية، لأن عملية الاتصال تمثّل الإعلام بجميع وسائله كحلقة وصل بين الرأي العام في البيئة العربية – والذي يمثل الناس بجميع اتجاهاتهم واحتياجاتهم – من جهة، وصانعي القرارات في الدولة ومؤسساتها من جهة أخرى

لترجمة مخرجات المؤتمر في تعزيز الأمن المجتمعي والتنمية الاقتصادية في البيئة العربية.

1:  تعزيز دور الجامعات في الأمن المجتمعي.

2. التزام طلبة المدارس والجامعات بتطبيق مفاهيم الأمن المجتمعي.

3. تعزيز الأمن المجتمعي مابين المستوى المرتفع والمستوى المتوسط المنخفض.

4. دور المدرسة في تركيزها على صقل شخصية الطالب لتصبح شخصية متزنة بعيدة عن الجنوح والانحراف.

5. دور الجامعة في تعزيز الامن المجتمعي جاء مابين المستوى المرتفع والمستوى المنخفض.

 

3-         هل تستثمر المنطقة العربية التطورات التقنية الهائلة في مجال الإعلام، والإعلام الجديد بالشكل المطلوب؟

 

** كان العرب القدماء سبّاقون في نشر ثقافتهم؛ وإنتاجهم الفكري والعلمي؛ كما أنهم برعوا في ترجمة ثقافات الغربيين. فلا خوف على الإعلام العربي من مجاراة الإعلام العالمي بشتى المجالات.تستثمر المنطقة العربية التطورات التقنية الهائلة في مجال الإعلام، حيث تواكب الإعلام الجديد وتتلقّف كل ما هو جديد وملائم للبيئة العربيّة من الإعلام الغربي؛ فنجد أنّ الأجيال العربيّة تمكنت من الولوج في برامج يعود إنتاجها الإعلامي إلى الدول الغربيّة، حيث أصبح التّمويل غربيّ والإنتاج الإعلامي عربيّ. وهذا أكبر دليل على انفتاح الإعلام العربي على تطورات التكنولوجيا وتقنيات الحداثة وصيحات العصر.الإعلام في الوطن العربي يكتسي أهمية كبيرة باعتبار ريادته في التغيير والتوجيه وباعتباره الشريان الواصل بين القادة والجمهور… وليس غريبا أن يحتل رتبة السلطة الرابعة لمكانته في بناء وتحقيق فحوى استراتيجيات البلدان في جميع مجالات الحياة، والحديث عن هذا الإعلام في الوطن العربي حديث تمليه خطورة إهمال مقوماته وآلياته ووثوقية محتوياته . فنحن في عصر التكنولوجيا المتطورة بكل أنواعها مما جعل الإعلام يمد بأصابعه ليؤثر في كل شيء، ولذا ينبغي التفكير العميق في جعل هذا الإعلام في مستوى التحديات والمستجدات المتلاحقة. و البحث   في العناصر الآتية : الإعلام وسلطته عبر العصور، ثم الإعلام في الوطن العربي :العراقيل والتحديات، وأخيرا،  من أجل إعلام في المستوى المطلوب.

 

4-         هل البيئة الأكاديمية الإعلامية العربية مهيأة لاستقبال التطورات الهائلة في عالم الصحافة والإعلام وتحويل تلك التطورات إلى مناهج جامعية مفيدة؟

 

** بما أنّ القيمين على الإعلام في العالم العربي منفتحون على الإعلام الغربي؛ وبما أنهم يمتلكون ثقافة عربية وأجنبية؛ فهم جديرون بنقل التراث الغربي إلى المجتمع العربي وبالعكس. كما أنه بإمكانهم تطوير ما يأخذونه عن غيرهم وإدخاله إلى المناهج التعليمية في الجامعات.تعدّ البيئة الأكاديمية الإعلامية العربية أكثر استعدادًا وتهيّؤأ لاستقبال التطورات الهائلة في عالم الصحافة والإعلام فضلا عن تحويل تلك التطورات إلى مناهج جامعية مفيدة لأن الإعلام العربيّ بكل ما يحتويه من إعلاميات صحافيين ومذيعات ومقدمي برامج، مُعدّ إعدادًا مُحكمًا ومؤهلاً للاطلاع

 إن مراجعة حدود شبكات التواصل الاجتماعي ضرورية في علاقتنا بوسائل الإعلام كمواطنين  وكمسؤولين عن الشأن العام أيضًا.

 

5-         ما المطلوب لصناعة جيل إعلامي عربي قادر على استخدام تقنيات الإعلام الجديد؟

 

** الإعلاميون العرب يمتلكون كفاءة عالية؛ وهذه الكفاءة تتطلب منهم:

 

أ‌-          استخدام تقنيات متطورة تتلاءم مع التطور التكنولوجي.

ب‌-        إعداد طلاب الإعلام الجامعيين إلى النطق باللغة العربية الفصحى إضافة إلى اللغات الأجنبية تحديدًا (الانكليزية والفرنسية) للمصداقية في نشر الخبر.

           عدم نشر أخبار خاصة بحزب معين أو أية جهة سياسية.

           الإلمام بثقافات الغرب.

           عدم توظيف الحقائق العلمية لصالح أية جهة سياسية.

           الاستفادة من قدرات مَنْ سيقودنا وتطوير الوسائل الإعلامية.

العناصر المطلوبة لصناعة جيل إعلامي عربي قادر على استخدام تقنيات الإعلام الجديد هي:

 

 #توفير بيئة تعليميّة متكاملة تؤكد على جودة مخرّجات التعليم والتعلّم.

# التعاون بين الجامعات والمجتمع المحلّيّ ومراعاة احتياجات السوق المحلّي لناشطين في الميدان الإعلامي.

# إعداد الطلاب والشباب مهنيا وفنيًا لتصميم وتنفيذ أفكارهم الإعلامية ضمن هذا المجال.

# مواكبة ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ليصبح العالم قرية الكترونية صغيرة.

# انخراط الجيل الشبابي في ميادين ( المواقع الالكترونية الإخبارية – الصحف – محطات الإذاعة والتلفزة)

 

 #منح فرص لطلاب وطالبات قسم الإعلام وعلوم الاتصال في الجامعة.

 

# توفير بيئة عمل نوعية ومحفزة، من أجل التطبيق الميداني للمهارات المتنوعة لأدوات وفنون الصحافة والإعلام.

 

6-         ما مسؤولية الإعلام العربي عن تحقيق الأمن المجتمع والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي؟

 

** الشعوب تتأثر بالإعلام؛ فقد يروّج الإعلام لحدث ما يحتمل الصدق أو الكذب، فالإعلام يبث الحماسة أثناء الحرب – الحرب الكلامية أو الحرب العسكرية – كما أنه يهدئ النفوس في الحرب الباردة أو يشعلها. تكمن مسؤولية الإعلام العربي عن تحقيق الأمن المجتمع والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي من خلال تزويد وسائل الإعلام المجتمع المعاصر بالأحداث الصادقة، وأن تعمل كمنبر لتبادل الملحوظات والنقد، بحيث تسمح بالتعبير عن وجهات النظر، وأن تُبرز صورة المجتمع بموضوعيّة، وأن تكون مسؤولة عن تقديم وتوضيح أهداف وقيم المجتمع وأمنه وأمانه واستقراره. أن وسائل الإعلام المختلفة بما لها من دور فعال وحيوي في المساهمة في تشخيص المشكلات الاجتماعية وبما تملكه من تعاون هذه الوسائل الإعلامية مع المؤسسات الأخرى ذات العلاقة، وذلك لإلقاء الضوء على هذه المشكلات الاجتماعية والمساهمة في حلها ومعالجتها وتأثيرها على الجمهور، لمواجهة المشاكل الاجتماعية ، وفقا للأسس والأساليب العلمية الدقيقة.

يُعد الأمن القومي أساس وجود الدولة وهدف من أهداف سياساتها العُليا، التي تتمثل بالدفاع عن كيانها في المحيط الخارجي والداخلي، لتأمين أيديولوجياتها، وتعزيز استقلالها السياسي والانسجام الاجتماعي، وضمان الوحدة الوطنية والقومية للدولة ضد الأخطار. وهو المفهوم الذي يدور حول فكرة أمن الوطن، والمواطن في ذات الوقت، بمعنى أن أي ضرر يلحق بأحد أنشطة الدولة، أو مؤسساتها الحيوية، ينعكس بالطبع عليها وعلى أفرادها وهو أيضاً الجهد اليومي الذي يصدُر من الدولة لتنمية ودعم أنشطتها الرئيسية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى دفع أي تهديد، أو مُحاولات للإضرار بتلك الأنشطة.

ويعد مفهوم الأمن أحد المفاهيم التي تتشعب دلالتها، حيث يتسع هذا المفهوم ليشمل مضامين متعددة تتداخل مع شتى أنظمة الحياة، ليشمل الإصلاح ، والارتباط بالقضاء والعدل، والتربية والإرشاد وفي إرساء دعائم الأمن .ثم عدم تمكن أجهزة الإعلام في مواجهة المشكلات  .عجز الأجهزة الإعلامية عن تقديم صورة متكاملة عن حالة الأمن وجهود الأجهزة الأمنية في دعم الأمن والاستقرار الأمن القومي وضعف مواجهته

.وضعف التأهيل الإعلامي المتخصص في القضايا الأمنية خاصة في مجال الإعلام الأمني. وضعف التخطيط الإعلامي الأمني. وضعف البرامج التي تهتم بالسلوك الإيجابي المنتج. وضعف الاهتمام بالتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة.وغياب الرؤية الإعلامية الأمنية الشاملة وتواضع الإنتاج الإعلامي الأمني التوعوي.

ومحدودية الاهتمام بمشاكل المواطن الأمنية عبر أجهزة الإعلام .وتواضع معالجة القضايا الأمنية عبر وسائل الإعلام .والافتقار لإنتاج إعلامي وطني بجودة عالية يحمي من الاختراق الثقافي والاستلاب المعلوماتي .السؤال قائم..وبعد ...يظل السؤال قائماً للإجابة على تعريف متفق عليه للأمن القومي بعيداً عن التشنج وإلقاء اللوم على أحد أو جهة ويظل الطلب قائماً أن الكل له يد في تأمين الوطن فما ورد يوضح موضع أي فرد في منظومة حماية الوطن وتأمينه عن المخاطر.

إذن أصبح للإعلام الأمني دور بالغ الأهمية والحيوية في المجتمع، وركيزة أساسية لدعم وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد من خلال تعاونهم في حفظ الأمن والاستقرار، إضافة إلى أن الإعلام الأمني أصبح وسيلة لتوسيع الآفاق المعرفية لأفراد المجتمع بحيث يكونوا على اتصال مباشر مع الأحداث وقد حدث تغيير جذري وعميق في مفهوم المسؤولية الأمنية بحيث أصبح الأمن مسؤولية تضامنية يسعى الأعلام لتحقيقها في المجتمع.

 

7-         هل يمكن للإعلام العربي لعب دور مركزي في تحقيق الأمن والتنمية والاستقرار؟

 

** للإعلام دوره في وعي الشعوب وتحقيق الأمن والاستقرار، أو يؤدي إلى نشر الفوضى وبث الروح الضغينة في المجتمع الواحد.يُمكن للإعلام العربي لعب دور مركزي في تحقيق الأمن والتنمية والاستقرار، فهو الإعلام الموكَل بمخاطبة المجتمع بكامله، ويستدعي أن تخطط المؤسسات سياساتها بناءً على أساس مصلحة المجتمع وأمنه وتنميته واستقراره والعمل على الحفاظ على تماسكه واندماج أفراده وجماعاته في ظلّ دخول الانترنت حلبة الاتصال الجماهيري، فإنّ الحاجة أضحت ماسة لوضع ضوابط تنظّم أمن المجتمع وتحمي استقراره.

 

8-         لماذا تلقى مسؤوليات كبيرة على الإعلام العربي في إطار التصدي لظواهر اجتماعية وأمنية واقتصادية خطيرة في المنطقة؟

 

** كل أعلامي مسؤول أمام مجتمعه؛ فإن لجأ إلى الكيدية في إعلامه فيحطم المجتمع ويؤدي إلى الفتنة،  وإن امتهن سُبل المحبة وحياة الاستقرار فقد يرفع من قيمة مجتمعه ويتحسن الاقتصاد ويتواصل الناس في ما بينهم بمودة وحُسن تآخي.تُلقى مسؤوليات كبيرة على الإعلام العربي في إطار التصدي لظواهر اجتماعية وأمنية واقتصادية خطيرة في المنطقة العربيّة والمحليّة كالالتزام بالقيم الاجتماعية والخُلقيّة، والحيولة دون انتهاك حرمة خصوصية المجتمع، حيث أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي تقدّم روافد أساسية لوسائل الإعلام، وباتت المواقع الإخبارية والمدوّنات على شبكة الانترنت تمثّل فوضى عارمة، فهي ا تُحصى، وتقوم بنشر ما يستحق وما لا يستحقّ، وبات بعضها منابر للترويج للإرهاب والتكفير والطائفية.

تُؤثّر وسائل الإعلام على الرأي العام من خلال تغيير فِكر الأفراد حول رأي مُعيّن وثابت؛ حيث إنّها تدعم الأفراد بحثّهم على ممارسة حُريّة التعبير عن الرأي وصنع القرار، كما أنّها تُزودّ المجتمعات والأفراد بالمعلومات والآراء المجتمعيّة حول مواقف سياسيّة، أو اقتصاديّة، أو اجتماعيّة، في العديد من البقع الجغرافية المختلفة، ممّا يجعلها من أهم الوسائل المؤثّرة على الرأي العام،حيث تُساهم وسائل الإعلام بالتأثير على الرأي العام، من خلال عدّة أمور من أبرزها ما يأتي: الاهتمام بقضايا متنوعة: تتعدّد أهداف وسائل الإعلام، فهي لا تهتم فقط بالقضايا السياسية وإنما تهتم بالأمور التنمويّة داخل البلاد أيضاً2.. الاطلاع ومتابعة القضايا: تتميّز وسائل الإعلام بأنّها على اطلاع دائم بالقضايا والمشكلات المجتمعية، وأنّها تُغطّي تلك القضايا بشكل كامل وتُتابعها بحيث تنشر أحدث التطورات فيها باستمرار. توفير وسائل المقارنة للفرد: تُعدّ وسائل الإعلام المختلفة طرقاً تُمكّن الفرد من مقارنة وتباين القضايا المختلفة، وهذا يُعدّ من أفضل الطرق الواقعيّة التي تُساهم في بناء وتصحيح الرأي العام. تؤثر وسائل الإعلام على الرأي العام من خلال تأثيرها على الفرد، حيث تُعتبر أداة اتصال بين أفراد العائلة أو الأصدقاء في جميع أنحاء العالم، كما تُتيح للفرد معرفة ما يدور حول العالم بشكل عاجلٍ أو يوميّ من أيّ مكان بواسطة العديد من الوسائل الإعلاميّة، حيث أصبحت وسائل الإعلام جزءاً أساسياً من الحياة، وتُعتبر أيضاً وسيلةً تعليميّةً تُصوّب مسارات الأجيال القادمة.

 

9-         هل للإعلام الجديد/ الرقمي تأثير في قرارات صناع القرار في المنطقة؟

 

** أكثر الإعلاميين يتأثرون بسياسة المسؤولين حسب تطلعات المحطة الإعلامية وبتوحيد الإعلام يستطيع الإعلاميون أن يؤثروا على قرارات المسؤولين دون تبعية لأي فريق سياسي.هناك تأثير جلّيّ للاعلام الرقمي الجديد على قرارات صناع القرار في المنطقة، لأنّ الإعلام الرقميّ يُعدّ أقوى أداة اتصال عصريّة تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه، فضلاً عن أنّ هذا الإعلام يسهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام بصورة محبّبة من أجل تهيئته إعلاميا في ظلّ ثورة الاتصال والمعلومات.نحن نقدم نموذجا رسميا للسيطرة الحكومية على وسائل الإعلام لإلقاء الضوء على التباين في حرية الإعلام عبر البلدان ومع مرور الوقت،. يعتمد مدى حرية الإعلام بشكل حاسم على متغيرين: الطابع التعبوي للحكومة وحجم سوق الإعلان. ويكون تحيز وسائط الإعلام أكبر وتكون ملكية الدولة لوسائط الإعلام أكثر احتمالا عندما تكون الحاجة إلى التعبئة كبيرة؛

 

 

10-      هل يمكن للدولة/ الحكومة/ السلطة السيطرة على سير الإعلام الجديد/ الرقمي في المنطقة؟

 

** في الدول العربية ذات النظام الأحادي تستطيع السيطرة على وسائل الإعلام وإرغام الإعلاميين على التصرف بما يُرضي النظام ديمقراطيا فيستطيع الإعلاميون أن يعبّروا عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي دون المس بكرامة الآخرين.يمكن للدولة والحكومة السيطرة على سير الإعلام الجديد في المنطقة من خلال فرض الرقابة الإعلامية الحقّة على البرامج الالكترونية الرقميّة من دون الانجرار وراء الخلفيات السياسية والنحسوبيات الحزبيّة، ليصل للمتلقيّ كل ما هو راقٍ وبناءٍ، لا كلّ ما يخدش الحياء أو يسيء إلى العين والوعي. (كحماية حقوق المؤلف والمعد وحماية الاحتشام والآداب العامة – منع العبارات التحريضية ومنع تحطيم الروح المعنوية لدى الجمهور.

ولدى الحكومة أيضا ضمانات لمنع نشر المواد السرية. يمكن لضحايا التشهير أو القذف مقاضاة الجاني في المحكمة. هناك أيضا ضوابط حكومية تتعلق بكيفية بيع وسائل الإعلام لوقت الإعلان للمرشحين السياسيين.

 

11-      ما المطلوب من صناع القرار في المنطقة لضمان مساهمة الإعلام الرقمي في التنمية والأمن والاستقرار؟

 

** لا يحقّ لصناع القرار بسط سيطرتهم على وسائل الإعلام، بل يتوجب عليهم:

           إعطاء الحرية للإعلاميين بالتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم السياسية؛ ونظرتهم إلى كيفية إيجاد أمن آمن لجميع المواطنين.

           التعبير بجرأة عن أفكارهم و توجيه النقد البناء للمسؤولين دون إساءة أو تجريح.

           تبادل الآراء والأفكار بين المسؤولين والإعلاميين دون فرض رأي أحدهم على الآخر بما يضمن ازدهار الوطن.لضمان وإسهام الإعلام الرّقميّ في التنمية والأمن وتحقيق الاستقرار يتوجّب على صناع القرار مساعدة الطلبة على تطةير وسائل الإعلام الرقميّ في الوطن العربي وتعزيز مستوى التفاعل والتعاون بين الجامعات التي تُعنى بالعلوم التطبيقية والمجتمع المحليّ الذي يحتاج إلى خريجين بمستوى مميز في مجال الإعلام الرقمي الجديد.

           لقد بشرت سرعة التقدم التكنولوجي بعصر حيث يتم قصف المستهلكين بعروض جديدة من المنتجات والخدمات وحتى أنواع جديدة من العمل. لقد سهل الاتصال المفرط والقوى العاملة المتنقلة على المستهلكين تبديل المنتجات أو الخدمات وعلى الموظفين الانتقال من شركة إلى أخرى.

 

12-      ما تقدمه المؤتمرات العملية كمؤتمر الإعلام الجديد المزمع تنظيمه في المغرب، هل هو كافٍ في إطار الجهود العربية لضمان توظيف الإعلام بالشكل الأمثل؟

 

** كثرة المؤتمرات أو قلّتها لا تؤدي إلى النجاح، إلاّ إذا كان الهدف تبادل الآراء واختيار الأفضل شرط أن لا يتمسك ممثلو الدول بآرائهم التي تخدم مصالح كل فريق لبلده. فالبحث عن صيغة مشتركة تنسجم مع تطلعات الشعوب العربية دون الولاء لأية جهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن العربي أو توظيف سياسة أي دولة أجنبية على مصالح الأمة العربية.لضمان توظيف الإعلام بالشكل الأمثل في المنطقة العربية، يتطلب تضافر الجهود العربية من خلال عقد مؤتمرات علمية كمؤتمر "الإعلام الجديد" المزمع تنظيمه في المغرب لما لهذه الجهود الجبارة دورا أساسيا في تعريف الجيل الجديد إلى التخصص في هذا الاختصاص وذلك لحاجة السوق العالمية والعربية لخريجين متخصصين في مجال الإعلام الالكتروني من مثل محطات التلفزة والإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

13-      ما المتوقع أن يحققه مؤتمر الإعلام الجديد بالمغرب؟

 

** يمكن أن يحقق مؤتمر المغرب الهدف المنشود إذا تطابقت آراء القائمين على المؤتمر وإذا ساد بين الجميع جوٌّ من المحبة والتآخي.من المتوقع أن يحقق مؤتمر الإعلام الجديد بالمغرب إعداد الطلاب مهنيا وفنيا لتصميم وتنفيذ وتخطيط جميع العمليات الإعلامية المتصلة بتخصص الإعلام الرقمي ومشاركة الطلبة في تأهيل مجتمعاتهم من خلال نشر الأفكار الايجابية واستخدام الإعلام لغايات التطوير والنقد البناء.

 

14-      هل يمكن ترجمة نتائج المؤتمر على أرض الواقع؟

 

** نعم، يمكن ترجمة نتائج المؤتمر على أرض الواقع من خلال إعداد برامج ودورات تأهيل تمكن الكادر الشبابي من التعرف إلى الإعلام الرقمي الجديد بكل حيثياته وفوائده في تطوير المنطقة العربية وجعلها ضمن مصاف الدول المتقدمة انطلاقا من اندماج تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والخوض في ميدان الصحافة الرقمية والترويج والتسويق الإذاعي التلفزيوني الرقمي.

 

لا نستطيع التكهن بما يصدر عن المؤتمر من مقررات؛ فلو افترضنا أن نتائج المؤتمر تطابقت مع التقدم العلمي تكنولوجيًا وسياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا؛ عندئذٍ يمكن ضمان تطبيق المقررات الصادرة عن المؤتمر ولو بنسبة 80%.

 

15-      ماذا بعد؟ ما الخطوة التالية المطلوبة بعد المؤتمر العلمي؟ أو ما هي الخطوة الأولى عملياً لتأسيس إعلام رقمي قوي وفاعل في المنطقة العربية يحقق أهداف المجتمعات في التنمية والاستقرار والسلام؟

 

** الخطوة الجلية التي يجب الوصول إليها لتأسيس إعلام رقمي فاعل في المنطقة العربية هو تدريب وتنشئة الجيل الشبابي على الخوض في الميدان الإعلامي الرقمي بدءًا من الأسرة فالمدرسة والجامعة، ليتسنى لهذا الجيل المقدام والطامح نحو المستقبل من تحقيق أهداف مجتمعه وتحقيق أمنه وسكينته وبلورة استقراره وتنمية مجالاته اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا.

على ضوء مقررات مؤتمر المغرب وآلية تنفيذه؛ تبقى الاتصالات مفتوحة بين الأعضاء المشاركين في المؤتمر.

 

           تبقى الاتصالات مفتوحة بين الأعضاء المشاركين في المؤتمر.

           حثّ الدول العربية التي لم تشارك في مؤتمر المغرب للمشاركة في أي مؤتمر يُعقد للغاية ذاتها. فلربما كانت لدى بعضهم تطلعات وأراء أخرى.

           إيجاد تمويل من الدول العربية الغنية والمساهمة في مساعدة الدول العربية ذات الاقتصاد المتعثر.

           إعطاء فرصة للإعلاميين العرب بأن يوحدوا مواقفهم تحت شعار: "إعلام موحد لأمة عربية موحدة"

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-