وكالة البيارق الإعلامية
وما زاد من حدة الأزمة، هو هجرة الأطباء التي ضربت قطاع الصحة في أكثر من دولة عربية، خصوصًا بعد جائحة كورونا، حيث فتحت بعض الدول الغربية المجال أمام الكثيرين للانتقال للعيش فيها، مع محفّزات مادية ومهنية كبيرة.
كما أن للثورات العربية التي انطلقت شرارتها من تونس عام 2011، وما تبعها من أحداث في معظم الدول العربية، دفع مواطني هذه البلدان، وتحديدًا النخب، إلى السفر بحثًا عن الاستقرار.
ووفق تقرير لموقع Global Economy المتخصص بدراسة الآفاق الاقتصادية للبلدان، اتضح أن بلدان العالم العربي تتفاوت في ما بينها على صعيد مغادرة الكوادر العلمية.
هجرة الأطباء
من جهة أخرى، نشرت منصة ستاتيستا الإحصائية تقريرًا يوضح ترتيب الدول التي شهدت أكبر نسبة من هجرة الكوادر الطبية المدرّبة، وإذا تصدرت الهند المشهد بمغادرة 74455 طبيبًا البلاد عام 2021، كانت مصر في المرتبة الأولى عربيا بعد سفر 12525 طبيبًا.
وأشارت هذه الدراسات إلى أن وجهة الكوادر العرب كانت بمعظمها دول أوروبا وأستراليا وكندا.
ووفق هذه الدراسات، فإن الأزمة تكمن في أن 54% من الطلاب العرب الذي يسافرون للعلم، لا يعودون إلى أوطانهم لندرة فرص العمل.
وتعد نسبة هؤلاء كبيرة في الدول الأوروبية، وعلى سبيل المثال، 34% من الطلاب في بريطانيا هم من دول عربية. كما أن 100 ألف طبيب ومهندس يأتون إلى المملكة المتحدة سنويًا قادمين من الأردن ومصر والعراق وتونس والمغرب والجزائر.
كل هذه الأرقام، دفعت المتخصصين والمؤسسات العالمية إلى توجيه تحذيرات للدول العربية من أنه في حال استمرار هذا التدفق في الكفاءات، فإن تلك البلدان ستشهد تراجعًا على مستوى الخدمات، كما أنها لن تتمكن من الوصول إلى المستويات المطلوبة من النمو.