مكة المكرمة
واستغرقت العملية نحو 4 ساعات متواصلة، وتمت بمشاركة 42 صانعاً من نخبة الحرفيين العاملين في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، حيث رُفع الجزء السفلي من الكسوة بمقدار 3 أمتار، وتمت تغطيته بإزار قطني أبيض طوله 54 متراً، وعرضه 2.5 متر من الجهات الأربع. واستُخدم في هذا الإجراء السنوي 11 رافعة لضمان دقة التنفيذ وسلامة الكسوة.
ويأتي هذا الطقس السنوي ضمن استعدادات المملكة الشاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، بما يضمن توفير أفضل الأجواء التعبدية داخل الحرم المكي الشريف، وتجسيداً للدور المحوري الذي تضطلع به المملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين.
وتتألف الكسوة من 4 قطع رئيسية من القماش الحريري الأسود المطرز بخيوط الذهب والفضة، إضافة إلى ستارة باب الكعبة. كما تتزين بحزام يضم 16 قطعة مذهبة، و17 قنديلاً موزعة على الكعبة، وزخارف ذهبية تغطي الركن اليماني والحجر الأسود والميزاب، كلها مكتوبة بخط الثلث الجلي المركب، الذي يمنح الآيات والزخارف طابعاً جمالياً فريداً يعكس رقي الفن الإسلامي.
وفي قسم التطريز والتذهيب، تُستخدم خيوط من الفضة المطلية بماء الذهب في تنفيذ الحزام والزخارف، بإجمالي وزن يصل إلى 120 كيلوغراماً من الذهب والفضة. ويعمل على إنتاج هذه التحفة الفنية أكثر من 200 متخصص ما بين مطرّزين، وحرفيين، وإداريين، وفنيي نسيج. وتُستبدل كسوة الكعبة بالكامل في الأول من شهر محرم من كل عام، في تقليد سنوي يعكس التجديد والعناية الدائمة بهذا الرمز الإسلامي الخالد.