وسيكون عرض الفيلم الروائي الطويل “ضع روحك على كفك وامشِ” أحد أبرز أحداث المهرجان الذي يتوقع أن تُثار فيه مجددا الحرب بين إسرائيل وحماس في القطاع الفلسطيني المحاصر، سواء في المؤتمرات الصحافية أو على السجادة الحمراء. ففي دورة العام المنصرم، ارتدت الممثلة الأسترالية الأميركية كيت بلانشيت فستانا يحمل ألوان العلم الفلسطيني.
وستكون الكلمات التي ستُلقى بدءا من حفلة الافتتاح الثلاثاء موضع اهتمام ورصد لجهة إمكان تطرُّقها إلى الموضوع.
ففي افتتاح مهرجان برلين السينمائي في شباط/فبراير الفائت، نددت تيلدا سوينتون “بعمليات القتل الجماعي” و”ارتكابات لا إنسانية نشهدها بأمّ العين”، ساخرةً من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحويل القطاع “ريفييرا الشرق الأوسط”، من دون أن تشير بشكل مباشر إلى إسرائيل أو غزة.
أما على شاشة المهرجان، فستتاح للجمهور مشاهدة فيلمين روائيين، أحدهما ضمن قسم “نظرة ما” بعنوان “كان يا ما كان في غزة”، للمخرجين الشقيقين طرزان وعرب ناصر، وهما غزّيان يعيشان خارج القطاع منذ سنوات، لكنّ أعمالها تتناوله.
– “أخطأنا عندما صدقنا” –
وفي 15 نيسان/أبريل، علمت الشابة أن الفيلم أُدرج ضمن برنامج المهرجان، ولكن في اليوم التالي، دمّر صاروخ منزلها بالكامل، مما أدى إلى مقتلها مع عائلتها، ولم تنجُ سوى والدتها.
وسيكون عرض الفيلم ضمن فئة “أسيد” ACID، وهي الأقل شهرة بين الأقسام الموازية في مهرجان كان، “وسيلة لتكريم ذكرى (الشابة) التي وقعت ككثر غيرها ضحية للحرب”، على ما أكد مهرجان كان السينمائي، معرباً عن “صدمته وحزنه العميق إزاء هذه المأساة التي هزت العالم أجمع”. وطلبت منظمات سينمائية إقامة تكريم في هذه المناسبة.
– ابتسامتها “إلى الابد” –
وسيُقام خلال المهرجان معرض لبعض هذه الصور. وقالت المخرجة إن “ابتسامة (حسونة) موجودة في كل الفيلم. نظراتها، وعيناها الخضراوان اللتان يتغير لونهما تبعا للضوء… كل هذه اللحظات، لحسن الحظ، مُصوَّرة وستبقى إلى الأبد”.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا من الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية. ومن بين 251 شخصا اختُطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 58 محتجزين في غزة، منهم 34 توفوا بحسب الجيش الإسرائيلي. وتحتفظ حماس أيضا برفات جندي إسرائيلي قتل في حرب سابقة على غزة عام 2014.
ونقلت سبيده فارسي عن فاطمة حسونة قولها “مرارا وتكرارا إنها توثق هذه الحرب (…) والحياة في غزة أيضا، لتنقلها إلى الآخرين وإلى الأطفال الذين أرادت إنجابهم”. وأضافت المخرجة “وجدت هذا رائعا،ولكن يا للأسف، هي لن تُرزق أطفالا أبدا”.