أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ملاحم الغربة..جَبلُ سُكّر

بدل رفو - غراتس \ النمسا 1  سأُغمضُ عينيَّ، كي تصهل خيولُ أحلامي بحريةٍ في محراب الإغتراب.. لتحتضنَ الطرق الطويلة.. صَوبَ ينابيع دقات قلبي ، واُلامس ضوء شموع كي يَغتالَ الظلام .. ليمسح الدموع عن وجنّتي يتيمٍ إكتساهُ عرى الفقر في أزمنة القُبح والهزائم.. ولكن ..!! لم يفت الأوان .. رغم جِراحِنا المُعتّقةِ منذ الأزل.. وفي دروب العبرات .. مُروجُنا ونظرات الارض الرحيمة تمسح الدموع عن مَآقينا كي لا نفقد الأمل.. ورغم خريف عُمرنا وعدّنا التنازلي في سنوات العمر .. رغم تعاريج الدروب وكثرة الترحال.. سيظل الجبلُ صديقنا، دمنا المسكوب في غُربتنا .. مَرثيتُنا التي رسمت أوشام الوَجع.. كلما طرقَ الحنين أبواب قلوبنا اشتياقاً لحُلمٍ لم تشرق شمسهُ بعدُ في عيوننا.. رغم نبض المسافات.. رغم حضن الصباحات ونسمات الشرق الدامي *** *** 2 في مدينة (باعدرى)*.. قالت لي طالبةٌ تَخشى الأمطار من أن تبللها.. الأحلامُ تُوَشوِشُ في اُذنيها ثملة ، حين حَدَثتُهُم عن عشق الوطن وشمسه.. عن ذكرياتي وأطلالي التي الهثُ وراءَها عن ليالي الغربة برفقة عواصف الشتاء ! أيا ايها الشاعر ...!! لِمَ لا تغدق ظِلكَ على الوطن ما دُمتَ مُتيماً بهِ حد الثمالة .. كفاكَ أيها الطائر تَحليقاً وترحالاً.. دعنا نُدَفئ أنفُسَنا بِعشقكَ للوطن.. ! حينها.. وكأن ناطِحةُ حُزنٍ اكتست روحي فأجبتها قائلاً: من أخبركِ بأنَ كل من يعيش في ظل الوطن وعلى أرضهِ يعشقه كي أشُدَّ رِحالي وأرجع لكم ؟ وقتها ..هَبَّ ضبابٌ على مدينة باعدري على أطلال الذكريات .. ركضتُ أبحثُ عن نفسي كراقصٍ أعرَج قبل أن أتكسر تحت ضغط مرتفعات روحي وخيباتي والحرب التي بدأتها معها . فَمن نوافدها أرى ملامحي القديمة وأنا طفل صغير في حُضنِ سيدة التراب لكن ..! اليومَ خيولُ أحلامي حزينةٌ رغم حُريتها .. وبعيدةٌ عن أرض الخوف.. !!  باعذرة : بالكوردية باعدرى وهي بلدة تقع في قضاء الشيخان ، اغلبية سكانها من الايزديين. ويلقي الشاعر سنويا محاضراته على طلاب وطالبات اعدادية باعدرى المختلطة.  .

بدل رفو - غراتس \ النمسا

ملاحم الغربة..جَبلُ سُكّر
أبحثُ عن ملاحم العشق ..
عن قِلاع الخُلود
في إحتفاليات شعبي،
وكآباتُ ليالي الغُربةِ تهمسُ للروح
عن خيبات الأمل ..
أبحث عن وطن..
ليَتَستّر على أوجاعنا ..
ليُكافِئَنا بأغنية عُمرٍ وشَهيقٍ على عتباته..
ليُنير دروبنا في وحشة غُربةٍ أزلية..
فالتاريخ أنهَكَنا ..
صَعَقنا بحكاياتٍ إفتَرَسَت حاضرنا وشبابنا .
أبحث عن وطن..
يُدشن أملاً في دروب أحلامنا..
يَطلق سراح أحزاننا رغم حُرية الغربة،
ولكن تتساقط الأيامُ والعمر في دوائر الكوابيس..
وأحلام الطفولة تحتضرُ
ضَمآنةً لأحضان معتقة
لوسادةٍ نَتَفَتها أحلامنا.. حائرة
على ديباجة دواوين أشعار الغربة
في حنايا المدن العتيقة،
ووجوهٌ لا تُغادر الذاكرة في إحتفالية الحياة
رغم الرؤى المعتمة وسكاكين عاصفة
تغتالُ مهرجان الألوان ،
فَمُتْ بهدوء وأنت تُطرز سيرة حياتك ..
كي لا تُصلب ولا تُحجَبَ من الأشرار أشعارك ،
فصمتُكَ حُريةٌ وأشعارك شَهدٌ وحرائقُ عطر
توقٌ أصيلٌ للانسان ..
سنابلٌ تُحَدِقُ في التُربةِ حَنيناً وإنتماءً ..!!

*** ***

ملاحمُ الغربة ..
تُدَللُ صباحاتنا بأغاني ( فيروز)،
وعلى مشارف خريف العمر يَتخبطُ مارد الشعر
ليُخَيطَ جرح السماء بلون عيون الحبيبة
في الهزيع الأخير،
وضبابٌ يَعلو وطيورُ العشق تَحطُّ على شُرفتي..
تَسكُنني لتصبح لحياتي تاريخاً للانسان
رغم خيبات الامل في وطني الام.
ملاحِمُ الغربة ..
جواهرٌ تَقاسمتْ عُمرنا ورَغيفنا وقصائدنا..
حزننا وإنكساراتنا وحريتنا وعناويننا القديمة
واشتياقنا..
لوطنٍ لم يَعُد يَغزل ضَفائر صِغارهِ ..
لا يتوقُ لعشاقهِ ومريديهِ !
فالمُزيفونَ أفسدوا إحتفالياتهِ وأغلقوا البيبان
كي لا تحتفل الحياة في رقصة الحرية،
يُجردون الوطن من مَلامِحهِ القديمة بإسم الوطن،
ولكن شَمسُكِ يا بلادي الاولى ستبقى مشرقةً دائماً
رغم سياط اللصوص والشعراء المزيفين !!

*** ***

إرقد أيها الشاعر بهدوءٍ في الغربة
فالوطن غَدا مقبرةً للإبداع
غَدا بلاداً لطقوس غريبة ولرقصاتِ الأفاعي..
فحضاراتُ آلاف الاعوام
أصبحت حانات ومهرجانات
والوطنُ ظَلَّ جرح غربةٍ خالدة
وذكراك يا وطن :
جبلُ سُكرٍ في طرقات الروح والرحيل.. !!
تعليقات