العيد يأتي عادة تتويجا لمرحلة عبادة عاشها المؤمن ، وفيه إشارات لهويته وهويّة الأمة ، فليس هو تقليدا ولا تمثّلا بقوم أو تشبّهاً بهم ، وقد ذكرت لفظة العيد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة المائدة .
وقد عرف العرب قبل الإسلام كثيراً من الأعياد التي ألغاها الإسلام وأبدلهم بيومي الفطر والنحر ، منها عيد اسباسب ، وقد ذكره النابغة الذبياني في مدحه الغساسنة فقال :
رقاق النعال طيب حجزاتهم *** يحيون بالريحان يوم السباسب
تحييهم بيض الولائد بينهم *** وأكيسة الإضريج فوق المشاجب
يصونون أجسادا قديما نعيمها *** بخالصة الأردان خضر المناكب
ولا يحسبون الخير لا شر بعده *** ولا يحسبون الشر ضربة لازب
حبوت يها غسان إذ كنت لاحقا *** بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي
ومن أعياد يثرب قبل الإسلام عيد بُعاث ويوم الفجار وغيرهما ...
1- تحري رؤية الهلال والاستبشار بظهوره:
ولما انقضى شهـر الصيـام بفضله *** تجلَّى هـلالُ العيـدِ من جانبِ الغربِ
كحاجـبِ شيخٍ شابَ من طُولِ عُمْرِه *** يشيرُ لنا بالرمـز للأكْـلِ والشُّـرْبِ
أهـلاً بفِطْـرٍ قـد أضاء هـلالُـه **** فـالآنَ فاغْدُ على الصِّحاب وبَكِّـرِ
وانظـرْ إليـه كزورقٍ من فِضَّــةٍ *** قـد أثقلتْـهُ حمـولـةٌ من عَنْبَـرِ
2- حقيقة معنى العيد:
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك
كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به *** وبذلك الخير فيه خير ما صنعــا
أيامه موسم للبر تزرعــــــــــــه *** وعند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به *** ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهمُ *** دعــا الإله لهذا والرسول معا
بشائر العيد تترا غنية الصـــــور *** وطابع البشر يكسو أوجه البشر
وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً *** في عين وامقة أو قلب منتظـــر
3- تهاني الشعراء للملوك بالعيد :
بالبر صمت وأنت أفضل صائم *** وبسنة الله الرضية تفطر
فانعم بعيد الفطر عيداً إنه *** يوم أغر من الزمان مشهر
الصَّوْمُ والفِطْرُ والأعيادُ والعُصُر *** منيرةٌ بكَ حتى الشمسُ والقمرُ
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده *** وعيد لكل من ضحى وعيدا
ولازالت الأعياد لبسك بعده *** تسلم مخروقاً وتعطي مجددا
4- الشكوى والتفجّــع :
عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ *** بما مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ
أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــم *** فليـت دونـك بيـداً دونهـم بيـدُ
وكأنَّ الشام واليمن التي قيل فيها : ( بارك الله في شامها ويمنها ) ، تحوّلت إلى نزف دماء وقتل وتشريد وخراب بيوت !!!
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معـمـــــــورا
وكنت تحسب أن العيد مســـعـدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأســورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةــــً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطــورا
معاشهـنّ بُعـيـد العـــــزّ ممتهـنٌ *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميــــرا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطــر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيـــــــــرا
( ارحموا عزيز قومٍ ذلّ ) .
يا ليلة العيد كم أقررت مضطربًـا *** لكن حظي كان الحــزن والأرق ..