وكالة البيارق الإعلامية
وفي مستهل لقائه مع قناة «الغد»، اليوم الثلاثاء، وجه بحبح رسالة إلى أهالي قطاع غزة، قال خلالها: «نحن لم ننسَكم، ولن ننساكم، ونحن جادون في العمل لإيجاد حل دائم، ووقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن».
وردًّا على سؤال لـ«الغد» حول ما آلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال بحبح، إن هناك مقترحات عدة، منها مقترحات شاملة وأخرى جزئية، لكن الهدف الأول حاليًّا هو وقف إطلاق النار، بحيث يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية لجميع السكان في غزة، وإنجاز الأمور الطبية الخاصة بأهالي القطاع، وبالتالي يُسمَح بالخروج من القطاع لمن تقتضي حالاتهم ذلك.
وأعرب بحبح عن تفاؤله، سيما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، وعودة غزة إلى بؤرة التركيز مرة أخرى، ليس بالنسبة للفلسطينيين الذين يركزون دوما على قضيتهم وعلى غزة فقط، ولكن بالنسبة لإسرائيل والإدارة الأميركية أيضًا.
المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران
«جملة وإعادة صياغتها»
وبخصوص ما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من أنباء حول وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة، وعمَّا إذا كان لديه تواصل مباشر مع حركة حماس، قال بحبح: «التقيت الدكتور غازي حمد من حركة حماس، وتباحثنا بالأمور المطروحة على الطاولة، خصوصًا الأمور العالقة، وهناك تفهُّم كبير من قِبَل حماس لضرورة إيجاد حل سريع للوضع في غزة»، مؤكدًا: «نعم هناك اتصالات مباشرة مع قادة حماس».
موقف إدارة ترمب
وشدد بحبح في لقائه مع «الغد» على أن «ويتكوف أخبره بأن مهمته الأساسية هي وقف قتل المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين»، مؤكدًا أنه بدأ بالفلسطينيين، وأنه على هذا الأساس بُنِيت علاقة الثقة بينهما، معربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج قريبًا.
محادثات ثلاثية
ووجه الإعلامي عمرو عبد الحميد سؤالا إلى بحبح حول الخطوة التالية، ليرد الأخير بالقول إن «الخطوة الأساسية الآن هي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة»، وموضحًا أنه ما لم يكُن هناك وقف لإطلاق النار فلا يمكن أن يتم التباحث بخصوص ما بعد وقف إطلاق النار».
هناك عدة مقترحات على الطاولة منها شاملة ومنها جزئية لوقف إطلاق النار في غزة
مدى جدية إسرائيل
تفاصيل الإفراج عن عيدان ألكسندر
وعن قنوات التواصل التي هو جزء منها، وكيف تم فتحها، قال بحبح: «لم أتوقع أن أكون وسيطًا، ولكن تم الاتصال بي من قِبَل الدكتور غازي حمد بعد أن طلب رقم هاتفي من السيدة سها عرفات، ومن هنا بدأ التواصل، فقد تواصل هو معي ثم بدأت أنا بالتواصل مع ستيف ويتكوف، ومن هنا توصلنا إلى اتفاق لإطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهذه كانت خطوة مهمة جدًّا بالنسبة للأميركيين، الذين كانوا يعتقدون أنها إذا تمت قبل زيارة الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط فستكون عامل تغيير أساسي في نظرة الولايات المتحدة في ما يتعلق بالقطاع وأيضًا في ما يتعلق بحركة حماس».
أول خطوة استطعنا التوصل إليها منذ بدء وساطتي هي الإفراج عن عيدان ألكسندر
ضمانة الرئيس الأميركي
وأشار إلى أنه «في المرحلة اللاحقة، تم تسليم عيدان ألكسندر إلى الأميركيين وليس الإسرائيليين، مما أدى إلى نوبة غضب شديدة في الأوساط الإسرائيلية، وعلى هذا الأساس قاموا بزيادة الضغط على قطاع غزة نتيجة غضبهم من الأميركيين الذين اتفقوا على إطلاق سراح عيدان إلكسندر من دون علم نتنياهو»، مضيفًا: «أتصور أننا نقترب من الوصول إلى مرحلة تهدئة ووقف إطلاق النار، وضمانات الرئيس الأميركي ستكون بهذه المرحلة»..
تم قبول نحو 85% تقريبا من نقاط الاتفاق الهادف لإنهاء الحرب في غزة
وبسؤاله عمَّا إذا كانت الوساطة الأميركية تسير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار نهائيًّا وليس بصفقة مؤقتة، قال بحبح لـ«الغد»: «قرأت أن الحكومة الإسرائيلية تداولت قصة مبادرة تكون شاملة، لم أعرف تفاصيل هذه المبادرة، ولكن إذا اتخذ الإسرائيليون هذه الاتجاه فهذا أمر جيد، لأن حماس قبل أشهر عرضت إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموتى والأحياء في صفقة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، لكن مبادرة حماس هذه قُوبِلت برفض إسرائيلي».
ذريعة إسرائيلية لرفض هدنة غزة
وخلال اللقاء، استعرض الإعلامي عمرو عبد الحميد ما تداولته تقارير عن مقترح وقف إطلاق النار الذي صاغه الدكتور بشارة بحبح بنفسه، والذي رفضته إسرائيل، والذي كان يتضمن هدنة لمدة 70 يومًا، وإفراج تدريجي عن المحتجزين، ودخول 1000 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًّا إلى غزة، وهو المقترح الذي أثار غضب إسرائيل، إذ وصف مسؤول إسرائيلي هذا الاتفاق بأنه استسلام فعلي لحماس لأنه لا يتوافق مع خطة ويتكوف، وتعليقًا على ذلك، قال بحبح: «لا يوجد شيء اسمه مبادرة بشارة بحبح، فهذا اختراع إسرائيلي، هم قالوها حتى يرفضوا الاقتراح أو المبادرة التي عُرِضت عليهم من خلال ربطها بي، وبالتالي أؤكد أنه لا يوجد شيء اسمه مبادرة بشارة بحبح، أنا فقط وسيط».
تم التوصل إلى تفاهم حول نقطتين وبقيت نقطة واحدة عالقة بشأن اتفاق غزة
وبسؤاله عما إذا كانت هناك خطوط حمراء يرى الآن أنه لا يمكن تجاوزها بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل وحماس، قال: «بالنسبة للولايات المتحدة، فهي وسيط مثل مصر وقطر، ولا شك في أن الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل، ونحن الأميركيون نعلم هذا بكل وضوح، لكن دورنا كعرب أميركيين ومسلمين أميركيين مهم جدًّا، وقد اعترف به الرئيس ترمب».
الولايات المتحدة لا تريد الدخول في عملية إدارة قطاع غزة
حماس وإسرائيل، أما بالنسبة لحماس فهي تريد وقف إطلاق نار دائم في غزة، وإسرائيل تريد بدء فترة الـ60 يومًا وننظر ما سيحدث»، مشيرًا إلى أن «هناك قناعة من قبل الجانب الأميركي بأن 60 يومًا هي فترة طويلة يمكن خلالها إيجاد حل دائم بالنسبة للحرب، والبدء في دخول عملية سلام».
الاجتماع القادم هو الذي سيقرر مصير وقف إطلاق النار في قطاع غزة
وخلال لقائه مع قناة «الغد»، قال بحبح إن «الكنيست الإسرائيلي سيعقد جلسة أواخر الشهر المقبل، وخلال هذه الفترة إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم، فإن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، سيسقطون الحكومة، وهذا ليس من مصلحة نتنياهو»، موضحًا أن «فكرة الـ60 يومًا هدفها أن تكون لديهم أيام كافية تتعدى مشكلة الكنيست، لأنه بعد أواخر الشهر المقبل سيتم فض الكنيست وبالتالي لن تكون هناك إمكانية لإسقاط الحكومة من يوليو/ تموز حتى أكتوبر/ تشرين الأول».
مستقبل حماس
وعن الضجة الكبيرة التي أُثيرت منذ شهور عدة، عندما تواصلت الإدارة الأميركية مع قيادات من حماس بشكل غير مسبوق لم يحدث من قبل، وبسؤاله عمَّا إذا كان يلمس تغيرًا في إمكانية مواصلة هذا المسار، قال بحبح: «هناك واقعية ضمن تفكير الإدارة الأميركية، وتكوف يعتبر موظفًأ حكوميًّا، أما أنا فلا أُعتبر موظفًا حكوميًّ، وتكاليف سفري أتحملها بالكامل، فمن هذا المنطلق أنا مواطن أميركي فلسطيني الأصل، وفي حال طُلِبت محاكمتي في أميركا على تعاملي مع حماس، يجب العلم بأن تعاملي مع حماس ليس تلقائيًّا، فمن هذا المنطلق أنا محمي، لكن قانونيًّا تُصنف حماس كمنظمة إرهابية، وهذا لا يعني مستقبلًا أن حماس لا يمكن أن يكون لها دور في النسيج السياسي الفلسطيني».
حركة حماس مستعدة لتسليم إدارة قطاع غزة
وأضاف بحبح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تواصل معه، وقاله له إنه إذا كانت حماس مستعدة للاعتراف بميثاق منظمة التحرير الفلسطينية فأهلًا بها لتكون جزءًا من النسيج الفلسطيني السياسي».
تكاليف إعادة إعمار غزة
بشارة بحبح للغد: ترمب يريد إيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية
اليوم التالي للحرب
وبخصوص التصور الأميركي لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لوقف الحرب نهائيًّا، قال بحبح إن «أميركا لا تريد أن تدخل بعملية إدارة القطاع، وهناك مقترح ترعاه الدول الشقيقة مثل مصر وقطر يقول إنه سيتم إنشاء لجنة مستقلة من التكنوقراطيين لإدارة غزة، وهذه اللجنة أسماؤها موجودة عند المصريين، ويفضَّل أن تستلم هذه اللجنة تستلم إدارة القطاع في اليوم الأول أو في الأسبوع الأول من وقف إطلاق النار».
المباحثات ليست سهلة
وبخصوص المشاورات المزمع إجراؤها في القاهرة، وجهت «الغد» سؤالًا عما إذا كان يعتقد أن الجولة الحاليَّة يُعوَّل كثيرًا على أنها ستكون جولة مختلفة عن الجولات السابقة، وسيكون لها ثمار، قال بحبح: «بداية أحب أن أشكر مصر وقطر كوسطين، فالمباحثات ليست سهلة، وتحتاج إلى صبر أيوب وأكثر، ونحن الآن بصدد الوصول إلى اتفاق».
أقوم بنقل رؤية حماس إلى ويتكوف والإدارة الأميركية
وأوضح أن وجود الوفد الإسرائيلي سيكون مختلفًا هذه المرة، لأنه تم التوصل إلى نقاط، تم قبول 85% منها من الطرفين، وبالتالي يجب أن يكون الوفد الإسرائيلي ذات صلاحيات.
غزة مفتاح فوز ترمب بجائزة نوبل للسلام
وأضاف بحبح: «بغض النظر عن هجوم الولايات المتحدة على المفاعلات النووية في إيران أومن بأن الرئيس الأميركي يريد أن يكون رجل سلام، وبعد قيامه بحل المشكلة في القطاع سيتم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام».